صادف يوم 18/5/2003 ف اليوم العالمي للمتاحف ،
وقرر قسم الآثار أساتذة وطلابا الاحتفال بهذه
المناسبة وإحيائها ، وتمثل ذلك في إقامة احتفال
بمدرج د. رجب الاثرم (مدرج 3 ) بكلية الاداب حضره
طلاب القسم وأعضاء هيأة التدريس به ، و أ.د. محمد
الدويب أمين اللجنة الشعبية للكلية ولفيف من
الحضور من أقسام أخرى ومن أولياء أمور الطلاب، ومن
موظفي الكلية ، إضافة إلى القنصل الإيطالي في
مدينة بنغازي ، وقد تقرر في هذه المناسبة ان يتم
الاحتفال بطلاب السنة الرابعة المزمع تخرجهم هذا
العام ، كما دعت أمانة القسم د. امانويلا
فابيركوتي من جامعة كييتي الإيطالية و رئيسة بعثة
التنقيب في مدينة شحات الأثرية لإلقاء محاضرة عامة
بهذه المناسبة ، وقد جرت مراسم الاحتفال على النحو
الآتي : فقد بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني و افتتح
أمين قسم الآثار الاحتفال بكلمة ترحيبية بالضيوف
طلابا و أساتذة وركز على أهمية هذا الاحتفال و هذه
المناسبة ثم ألقى أمين اللجنة الشعبية للكلية
كلمة رحب فيها بالضيوف الكرام واثني على قسم
الآثار وعلى مجهوداته في إحياء اليوم العالمي
للمتاحف ، ثم قدم أمين قسم الآثار ملاحظات عامة عن
اليوم العالمي للمتاحف حيث تناول النقاط الآتية:
-
ان الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف ليس مجرد
احتفال وإحياء ذكرى هذا اليوم فقط بل هو نظرة و
تمعن في حالة المتاحف على النطاق المحلي والعالمي
.
-
الدعوة إلى الاهتمام بالمتاحف في ليبيا و العناية
بها و زيادة إقامة متاحف جديدة انطلاقا من ان
المتاحف مؤسسات علمية تساعد في نشر الوعي الثقافي
والعلمي بين أفراد المجتمع وإنها تعزز لديهم روح
الانتماء للوطن وتجسد الذات القومية للفرد
وتعززها.
-
وجهت الدعوة إلى اللجنة الشعبية بشعبية بنغازي و
إلى كافة القيادات الشعبية بها إلى العمل العاجل
لإقامة متحف في مدينة بنغازي ، ذلك ان هذه
المدينة العريقة و التي كانت تملك أقدم متحف في
ليبيا لا يوجد بها أي متحف الآن ، و هذا المتحف
عند إقامته سوف يعزز و ينشط الحركة السياحية
للمدينة ، كما انه سوف يلعب دورا مميزا في خلق
الوعي الأثري للمواطنين ومن ثم يسهمون في حماية
الآثار و الاهتمام بها ، و سيكون للمتحف دورا آخر
في الناحية التعليمية إذا ما خطط بشكل جيد فالمتحف
مؤسسة اجتماعية تعليمية بالدرجة الأولى و ترفيهية
بالدرجة الثانية ومن هنا سيكون ملجأ لطلاب المدارس
للاستفادة والتعلم و للمواطنين للثقافة و الترفيه
، ومما تقدم فان مدينة البيان الأول في حاجة ملحة
لإقامة متحف بها وبصورة عاجلة .
-
وجهت الدعوة إلى أمين اللجنة الشعبية للجامعة
للعمل على إقامة متحف جامعي تعليمي داخل
الجامعة (متحف جامعة قاريونس التعليمي) ،
ومن المعروف ان أقدم متاحف العالم هي المتاحف
الجامعية مثل متحف جامعة أكسفورد و غيرها ، و
غالبية الدول المتقدمة توجد بها متاحف تعليمية ، و
فكرة هذا المتحف ان يكون متحفا لجميع التخصصات في
جامعة قاريونس بحيث يؤدي دور المتحف التعليمي
ويكون في المستقبل مركزا لإجراء البحوث العلمية
وتطويرها ، وهذا النوع من المتاحف لو خطط له بشكل
جيد سيكون رافدا للعملية التعليمية ووسيلة من
وسائل الإيضاح المباشرة ، و المعارض المؤقتة التي
تقام في الكليات والأقسام يمكن ان تكون نواة لهذا
المتحف الذي لا يحتاج إلا لمبنى ودعما معنويا
وماديا .
-
كما استعرض أمين قسم الآثار العلاقة السلبية بين
الحرب والآثار ووضح ان الحروب التي شنتها الدول
على بعضها البعض أو الحروب العالمية قد جرت
الويلات على الآثار والمتاحف فقد دمرت الكثير من
المواقع الأثرية وسرقت المتاحف ودمرت الكثير من
معروضاتها ، وذكر الحاضرين بمأساة المتاحف
العراقية لاسيما المتحف الوطني في بغداد الذي نهبت
معروضاته البالغ عددها 170,000 قطعة أثرية ،تلك
المعروضات التي تعبر عن حضارات وادي الرافدين التي
تعد جزء من حضارة العرب و جزء من الحضارة العالمية
، و بطبيعة الحال هذه مأساة حضارية و ثقافية الغرض
منها طمس هوية وحضارة الأمة العربية وماضيها
العريق ، ربما هذا الطمس يستغل في المستقبل
لمخططات شيطانية جهزت لتغيير الوضع السكاني في
المنطقة ، وبهذه المناسبة تمت الإشارة إلى ما
تعرضت إليه المتاحف في ليبيا إثناء الحرب العالمية
الثانية من تدمير و سرقة معروضاتها .
-
نبه أمين قسم الآثار أيضا إلى سرقة الآثار الليبية
التي بدأت منذ القرن السابع عشر و التي نتج عنها
وجود كميات كبيرة من آثار ليبيا ( آلاف القطع)
موزعة بين أكثر من 30 متحفا في العالم ، وان هذه
جريمة ثقافية وحضارية ، وينبغي إرجاع الآثار
المنهوبة إلى مكانها الأصلي ، فالمتحف البريطاني
ومتحف اللوفر في فرنسة يعرض في أروقتهما الكثير من
الآثار المنهوبة من ليبيا ، وقد آن الأوان ان تعرض
تلك الآثار في المتاحف الليبية بعد ان يتم إرجاعها
، و هذه دعوة ان تطلع جامعة قاريونس بدور مميز في
هذا الشأن ، ان تشكل لجنة لحصر تلك الآثار ومن ثم
المطالبة بإرجاعها .
-
وقد اختتم الاحتفال بمحاضرة ألقتها الأستاذة
امانويلا فابيركوتي من جامعة كييتي الإيطالية وهي
تترأس إحدى بعثات التنقيب الإيطالية التي تعمل في
مجال التنقيب عن الآثار في مدينة شحات الأثرية ،
وقد تركزت محاضرتها عن متحف شحات الأثري الجديد
الذي تشرف الأستاذة فابيركوتي على إعداده حيث
قدمت شرحا وافيا عن الطريقة التي اتبعت في تصنيف
وإعداد المتحف و استعرضت أهم معروضاته وأهمية
بعضها من الناحية الأثرية والفنية ،ثم عرجت في
الجزء الثاني من محاضرتها على الأعمال والحفريات
التي تجريها بعثتها المنقبة في منطقة عين الحفرة
(مابين شحات و سوسة) ، وقد عرضت مجموعة من الشرائح
وضحت من خلالها ما كشفت عنه البعثة الإيطالية من
آثار ولقيات أثرية لعل أهمها مجموعة من التوابيت
الرومانية المنحوتة نحتا بارزا بمشاهد أسطورية ، و
من بينها تابوت يعد أضخم و أطول تابوت يكشف عنه في
العالم الروماني ،وانتهت المحاضرة بحوار حول بعض
النقاط التي وردت في محاضرتها شارك فيه أعضاء هيأة
التدريس بالقسم وبعض الضيوف .
-
وقد تم الاحتفال بطلاب السنة الرابعة المتوقع
تخرجهم هذا العام ، وقام الطلاب بتكريم أساتذة
القسم و بعض موظفي الكلية بمنحهم شهادات تقديرية و
قد وزعت شهادات مماثلة على طلاب السنة الرابعة ،
وفي النهاية وقف طلاب القسم وأساتذته على سلم مدخل
المكتبة المركزية للالتقاط الصور التذكارية وبهذا
انتهت مراسم الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في
قسم الآثار .
أ.
خالد محمد الهدار
أمين قسم الآثار
بعض لقطات من اليوم العالمي
للمتاحف.
إلى
الأعلى
[رجوع]
|