لقد أوردت صحيفة قاريونس في ص.2 من عددها رقم 246
الصادر بتاريخ 13/3/1371 و.ر. خبرا عن الرحلات
الأثرية التي يقوم بها طلاب قسم الآثار وأساتذته
وللأسف فقد حدث خلط بين الرحلات و البرنامج
التدريبي للقسم في مجال التنقيب عن الآثار ، كما
لوحظ أن هناك ربط بين ذلك البرنامج و البعثة
الأثرية الإنجليزية المنقبة في موقع يوسبريدس
(بنغازي) ، وهنا استوجب الرد والإيضاح حول
البرنامج التدريبي للقسم ورحلاته الأثرية ، وعلاقة
ذلك البرنامج بالبعثة الإنجليزية .
إن
البرنامج العلمي التدريبي لقسم الآثار ينقسم إلى
قسمين : يختص القسم الأول منهما برحلات علمية
إلى المواقع والمدن الأثرية في ربوع الجماهيرية ،
ويختص القسم الثاني بالحفريات التدريبية للتنقيب
عن الآثار في مدينة توكرة الأثرية ، ويمكن تفصيل
ذلك على النحو الآتي : فمن حيث الرحلات الأثرية
فقد دأب القسم على تطبيق هذا البرنامج في النصف
الثاني من كل عام دراسي بحيث يشاهد الطلاب عن كثب
ما درسوه نظريا في قاعات الدرس ، ومن شأن هذا
البرنامج التطبيقي تعميق المعرفة التي اكتسبها
الطلاب وذلك من خلال مشاهداتهم عند زياراتهم
للمواقع الأثرية و التعرف على ما تحويه من آثار
ومخلفات أثرية درسها الطلاب نظريا أو شاهدوا بعضها
عن طريق وسائل الإيضاح المختلفة ، والبرنامج المعد
في هذا الشأن يرتبط بالمقرارات الدراسية التي
يدرسها الطلاب فطلاب السنتين الثانية والثالثة
يكون برنامجهم العملي زيارة المواقع الأثرية
الكلاسيكية في شرق الجماهيرية وغربها مثل شحات و
سوسة و طلميثة وتوكرة وقصر ليبيا واسلنطة ، ولبدة
وصبراتة وطرابلس وغيرها من المواقع والمتاحف
الأثرية الموجودة بها ، أما طلاب السنة الرابعة
فان برنامجهم زيارة مواقع الآثار الإسلامية في
اجدابيا ، وسرت ، وبنغازي و طرابلس ، كما يهتم
القسم أن يزور طلابه المواقع الأثرية في جنوب
الجماهيرية التي تختص بمواقع ماقبل التاريخ و
حضارة الجرامنت ، مثل الاكاكوس و مدينة جرمة
الأثرية ، كذلك زيارة مواقع ماقبل التاريخ في
الجبل الأخضر مثل هوافطيح وكهف المقرنات و غيرها ،
إضافة إلى زيارة المتاحف الأثرية في ربوع
الجماهيرية .
كما يود القسم الإشارة إلى انه في سنوات سابقة كان
البرنامج ليس مقتصرا على زيارة المواقع الأثرية في
الجماهيرية فقط بل ان البرنامج كان يشمل زيارة
مواقع أثرية في اليونان وايطاليا وبعض الدول
العربية مثل سورية ودول المغرب العربي ، إلا ان
هذا البرنامج توقف منذ سنوات طويلة ، ومن هذا
المنبر الإعلامي يناشد قسم الآثار أمين اللجنة
الشعبية بالجامعة على العمل على إحياء البرنامج
الأخير لما له من أهمية كبيرة للطلاب و الأساتذة
على حد سواء .
أما القسم الثاني من البرنامج العملي لقسم الآثار
فهو يختص بتدريب الطلاب على أعمال التنقيب
التدريبية في مجال الآثار و ذلك من خلال التطبيق
العملي لمادة أساليب التنقيب عن الآثار التي
يدرسها طلاب السنة الثانية بالقسم ، ويطبقون تلك
المادة من خلال مادة تطبيقات ميدانية في أعمال
التنقيب عن الآثار ، ويستلزم تطبيق هذه المادة
وتدريب الطلاب على أعمال التنقيب الأثري تنفيذ
برنامج تدريبي يجرى في مدينة توكرة الأثرية
(العقورية) ، وقد بدأ تطبيق هذا البرنامج منذ
العام 1971 و مازال مستمرا حتى الآن في ذلك
الموقع حيث يمكث الطلاب في مدينة توكرة حوالي
ثلاثة أسابيع أو أكثر تحت إشراف أعضاء هيأة
التدريس بالقسم يتدربون على أعمال التنقيب في موقع
اثري خصصته لهم مصلحة الآثار .
وهناك برنامج علمي دقيق يطبقه أولئك الطلاب ،
يتعلمون من خلاله الكثير من الأشياء التي درسوها
نظريا إضافة إلى التطبيق العملي لأعمال التنقيب و
تصنيف اللقى الأثرية و معالجتها ، ودراسات أخرى
تتعلق بأعمال المسح و الرسم و التصوير الأثري ،
تلك الأشياء التي من شأنها أن تصادف الطالب بعد أن
يخرج للحياة العملية ، و يعد هذا الموقع المحك
الفعلي للعمل الأثري لطلاب الآثار ، وأول تجربة
عملية يخوضونها في هذا الميدان ، وجميع خريجي
القسم تدربوا في هذا الموقع ، وكثير منهم عمل في
مصلحة الآثار و مراقباتها ، ومازالوا يدينون في
عملهم الحالي لذلك الموقع ، وما تلقوا فيه من
تعليمات و إرشادات ، ذلك البرنامج لذي بدأه أساتذة
عرب مثل د.فوزي الفخراني ، و المرحوم د. توفيق
سليمان ،والمرحوم د.فاروق شعبان ثم أساتذة ليبيون
كانوا في الأساس طلاب تتلمذوا في ذلك الموقع ثم
أصبحوا مشرفين على أعمال التنقيب و الأعمال
المكملة لها أمثال د. الصغير أبو صنيع ، د. فؤاد
بن طاهر ، د. فرج الراشدي ، ا. احمد ابوزيان ، أ.
عبدالله الرحيبي ، ا. صالح العقاب ، ا. خالد
الهدار ، د. الطيب حمادي ، أ. ابوبكر لأغا
، أ.
الحبيب الأمين ، ا. فؤاد أبو النجا ، ا. سعد
ابوحجر ، أ. احمد سعد ، أ. الحسن ميكائيل ، ا.
الأمين الهوني ، وغيرهم .
ومما سبق يتضح أهمية أعمال التنقيب التدريبية التي
يقيمها القسم لطلابه كل عام ، ومن الضروري الإشارة
و الإشادة باللجنة الشعبية بكلية الاداب وأمينها
وموظفها، وبإدارات جامعة قاريونس المختلفة وعلى
رأسها أمين اللجنة الشعبية بالجامعة ، التي كانت
وراء ذلك البرنامج و تنفيذه على الوجه المطلوب
بدعمها المادي و المعنوي إلا محدود .
و
في هذا الصدد تنبغي الإشارة إلى أن قسم الآثار في
العام الدراسي 2003/2002 قام بتطبيق برنامجه التدريبي
لطلاب السنة الثالثة خلال الفترة من 3/3 إلى 20 /
3/ 2003 ف ، بإشراف ا. احمد ابوزيان ، د. فؤاد بن
طاهر ، ا. خالد الهدار ، ومشاركة ا. احمد سعد أ.
المبروك العماري من قسم الآثار ، و فرج العقيلي و
ناصر العماري من مراقبة آثار بنغازي ، و محمد
التواتي و فتح الله خليفة من قسم الآثار جامعة عمر
المختار ، لتدريب الطلاب الذين بلغ عددهم 28 طالب
و طالبة ، وقد نجحت أعمال هذا الموسم التدريبية
على الرغم من أحوال الطقس التي كانت سيئة في بعض
الأحيان ، و قد لوحظ الاستفادة الكبيرة التي
استنفادها الطلاب على الرغم من قصر الفترة
التدريبية ، وتمت مواصلة تدريب الطلاب في الحفر في
المبنى الروماني بأسلوب المحتوى الفردي وتدريبهم
على تسجيل اللقى الأثرية ومعالجتها و التي عثروا
عليها في المحتويات ، و ينتظر أن تتكلل حفريات قسم
الآثار في ذلك المبنى و تتوج بنشر نتائجها
النهائية . وبهذه المناسبة يطيب لأمانة قسم الآثار
ان تتقدم بالشكر والتقدير إلى د. محمد الدويب أمين
اللجنة الشعبية بالكلية لدعمه لهذا البرنامج
العلمي و إنجاحه و كذلك إلى د. محمود الفاخري أمين
اللجنة الشعبية للجامعة و الإدارات التابعة لها
التي كانت وراء إنجاح هذا البرنامج ، إضافة إلى
مراقبة آثار بنغازي ، ومكتب آثار العقورية الذين
أسهموا في إنجاح الحفريات التدريبية لقسم الآثار.
ان
هذا البرنامج العلمي التدريبي الذي يطبق بمنتهى
الدقة العلمية كان محط إعجاب البعثات الأثرية
الأجنبية المنقبة عن الآثار في الجماهيرية إثناء
زيارة بعض أعضائها لموقع حفريات قسم الآثار ، مما
يجعل حفريات القسم في مستوى البعثات الأجنبية بل
يفوق مستواها بعض تلك البعثات من حيث الدقة
العلمية .
وفي الختام فقد ربطت صحيفة قاريونس البعثة
الأثرية الإنجليزية المنقبة في موقع يوسبريدس
بالبرنامج التدريبي لطلاب قسم الآثار على اعتبار
أن تلك الحفريات بالمشاركة بين تلك البعثة و قسم
الآثار ومصلحة الآثار ، وهنا من الضروري توضيح بعض
النقاط حول هذا الموضوع ، حيث بدأ التعاون بين قسم
الآثار و تلك البعثة بدعوة بعض أساتذة من القسم
جمعية الدراسات الليبية في لندن للتنقيب عن آثار
موقع
يوسبريدس بعد حدث تهديد للموقع الأثري و
محاولة إزالته ، وكان للجامعة و القسم موقفا
تاريخيا مشرفا من اجل الحيلولة دون المساس بذلك
الموقع وحمايته ، إضافة إلى الوقوف مع بعثة جمعية
الدراسات الليبية و مساندتها ماديا و معنويا
لإنجاح الحفريات ، و ذلك منذ بداية أول موسم عام
1994 ، وتمثلت تلك المساندة بمشاركة جل أساتذة قسم
الآثار وطلابه في إنقاذ ذلك الموقع والعمل في تلك
الحفريات ، إلا انه بعد تضافر كل الجهود ونجاحها
في إنقاذ موقع يوسبريدس من العبث ، وكان هذا الهدف
الأصلي من المشاركة في تلك الحفريات ودعم الجامعة
لها ، ولكن لم يكن هناك عقد موقع بين الجامعة
ممثلا في القسم وجمعية الدراسات الليبية ممثلة في
البعثة الإنجليزية بخصوص تلك الحفريات باستثناء
وجود تفاهم شفوي بين الطرفين ،و عندما لم تسر
الأمور على الوجه المطلوب اضطر القسم إلى
الانسحاب من المشاركة الفعلية في أعمال التنقيب مع
البعثة الإنجليزية لا سيما أن وقت تلك الحفريات
إثناء العام الدراسي لا يتناسب مع برامج القسم ،
كما أن المشاركة بها من طرف القسم سيكون على حساب
المحاضرات وعلى حساب برنامج القسم التدريبي في
مدينة توكرة الأثرية ، وكان يجب الاختيار بين
المشاركة مع البعثة الإنجليزية و بين حفريات توكرة
، وقد اختار القسم الاستمرار في البرنامج التدريبي
في توكرة لأنه أكثر فائدة من الناحية التدريبية ،
كما أن أمانة القسم كانت تفضل لو أن مشاركته أكثر
فاعلية بالإسهام الفعلي في الدراسات التي تجرى عن
المكتشفات الأثرية التي عثر عليها في الموقع ،
ولكن هذا ليس متاح لان اغلب الدراسات عنها وزعت
بين أعضاء البعثة الإنجليزية ، و هذا في غياب
التنسيق الأولي مع تلك البعثة و في غياب العقد
المبرم بين القسم و البعثة ، ومن ثم فان القسم ليس
له علاقة مباشرة بتلك الحفريات إلا من خلال مشاركة
بعض الأساتذة المتطوعين من القسم للعمل معهم ،
وكان القسم يتمنى لو استثمرت حاجة البعثة لبعض
الأدوات التي كان القسم يزوده بها ، و استثمار ذلك
من اجل إبرام عقد معهم و الاستفادة منهم على الوجه
المطلوب ، ولكن ذلك لم يحدث .
أ . خالد محمد الهدار
أمين قسم الآثار
إلى
الأعلى
[رجوع] |