تقرير عن الرحلة العلمية لطلاب السنة الرابعة آثار
للمواقع الاثرية في غرب الجماهيرية 2000 ف
في إطار تنفيذ البرنامج العملي لقسم الآثار
،جامعة قاريونس، وبالنظر لما قرره القسم في
اجتماعة بتاريخ 26/ 9/ 99ف وفي 10/4/ 2000 قام
طلبة السنة الرابعة برحلة دراسية إلى المواقع
والمتاحف الآثرية الكائنة في الجزء الغربي من
الجماهيرية تحت إشراف كاتب التقرير الدكتور فؤاد
حمدي بن طاهر عضو هيئة التدريس بالقسم ، وذلك
خلال الفترة الممتدة من يوم السبت 22 / 4 / إلى
الأربعاء 26 / 4 / 2000 ف . مستقلين الحافلة رقم
40079 بقيادة الأخوين البراني مسعود عمر و ناصر
عبد السلام أبو عائشة ويرافقهم الأخ معمر حمد غومة
للمساعدة في إنجاز الخدمات العامة . وتمثل برنامج
الرحلة في التالي : -
1
- السبت 22 / 4 . بدأت الرحلة من محطة حافلات
الجامعة عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً .
تناولنا طعام الغداء في بن جواد ثم واصلنا الرحلة
إلى بيت شباب مصراتة حيث مقر الإقامة . وصلنا
البيت حوالي الساعة العاشرة ، وقد أستقبلنا الأخوة
المشرفين بكل حفاوة وترحاب خاصةً الأخ الشيباني
عبد الله شعبان المعيد في قسم اللغة الإنجليزية في
كلية الآداب، مصراتة .
2
– الأحد 23 / 4 . توجهنا صباحاً إلى مدينة لبدة
الأثرية التي تبعد عن مصراتة بحوالي 90 كم، وقد
أستقبلنا الأخوة في مراقبة آثار لبدة خير إستقبال
في مقدمتهم الأخ المراقب الأشتيوي مصطفى الأشتيوي
و الحاج عمر المحجوب، وقد قدموا لنا كل المساعدات
التي أحتجنا إليها (سمحوا لنا بأستعمال الأستراحة
ومحتوياتها ، وأصطحبنا الأخ المراقب في سيرته
الخاصة من أجل شراء متطلبات إعداد الأكل، وأحضر
لنا الحاج عمر المحجوب بعض الحاجيات من بيته
الخاص.) ولهم على ذلك كل التقدير والثناء .
وقام الطلبة بزيارة المنطقة الأثرية والإطلاع على
كل ما تحتوي عليه من آثار ،معابد، وحمامات، وأقواس
نصر، والشوارع، والسوق، والبازيلكة، والمسرح
المزدوج، وحلبة السباق، والميناء القديم ...الخ) .
كما تم أيضاً زيارة المتحف وأطلعوا على محتوياته
المتمثلة في التماثيل، والنحت البارز، والمصابيح،
والأواني الفخارية المتنوعة، والفسيفساء ...الخ .
وبالنظر لعدم توفر مكان إقامة في الخمس يتناسب مع
المخصصات المالية المحدودة إضطررنا للتوجه ليلاً
إلى صبراته حيث تمكنا من الحجز في بيت الشباب
(تبعد صبراتة عن الخمس حوالي 200كم)، ولسوء الحظ
وصلنا الطريق السريع في طرابلس عقب إنتهاء مبارة
ليبيا ومالي حيث وجدنا الطريق مكتظة بمجموعات
كثيرة من صغار السن فرحين بالنصر الذي حققه الفريق
الليبي ضد الفريق المالي الأمر الذي أعاق حركة
السير، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى
قيام بعض الصبيان بقذف الحجارة نحو السيارات مما
أصفر عن تحطم المراءة الجانبية اليمنى للحافلة
وزجاج نافذتين من نوافذها، وأضطررنا للتوقف حتى لا
تتعرض الحافلة لمزيداً من الأضرار . تحركت الحافلة
عند حوالي منتصف اليل تقريباً، عندما خفت حدة
الزحام، وأكتشفنا إن توقفنا كان إجراءً صائب إذ أن
تواجد مجموعات الصغار كا نمتواجد على طول الطريق
الساحلي حتى صبراتة نظراً لأزدحام هذه المنطقة
بالسكان .
3-
الأثنين 24 / 4 . وصلنا بيت شباب صبراتة الواحدة
ليلاً وأبلغنا المشرف (مغربي الجنسية) بأن البيت
محجوز بالكامل لكلية الهندسة ، صبراتة ، لا توجد
أماكن شاغرة وأنه لا يعلم شيئاً عن حجزنا. وبعد
جهدً جهيد تمكن الدكتور فؤاد من إقناع المشرف
لمنحنا غرف لإواء الطالبات، والسماخ لنا وللطلبة
بالنوم في صالة البيت شريطة مغادرة البيت عند
الساعة الثامنة ووافقنا على ذلك. غادرنا البيت
جميعاً قبل الساعة الثامنة، بينما كنا منهمكين في
إعداد الإفطار بجانب الحافلةفي محطة البيت ،وصل
الأخ أبوزناد ( أحد المسؤولين عن إدارةالبيت )
واندهش لوجودنا في الخارج ، فأبلغناه بما حصل –
فذكر ان لايوجد في البيت غير سائحين ، وان لديكم
حجز ،وكان المشرف المغربي قد غادر البيت لإنتهاء
فترة عمله، وخير فعل ! أعتذر الأخ أبوزناد عن ما
حصل – ويمكن السبب في كل ما حصل عدم وجود أية
وسيلة إتصال ألا عن الطريق المباشر أو عن طريق
الاصدقاء، وكان ذلك عن طريق الاخوة في مراقبة آثار
صبراته ، حيث قام الاخ المراقب شخصيا بإتمام
أجراءات الحجز والاتصال بنا مؤكداً ذلك. ونظراً
لضيق الوقت وضعنا حقائبنا في غرفتين مؤجلين توزيع
الغرف بعد أنجاز برنامج الزيارة .
توجهنا لزيارةالمنطقة الآثرية بما تحتوي عليه
من معابد ، والمسرح، والضريح الفنيقي ...ألخ.
واطلع الطلبة على الاعمدة و التيجان و بقية
الزخارف المعمارية التي يدرسونها في مادة العمارة
الرومانية . وقد رحب بنا الأخوة في مراقبة آثار
صبراته ، وقدكوا لنا كل التسهيلت بما في ذلك
استعمال سيارة المراقبة في البحث عن مطعم مناسب و
الحجز فيه من أجل تناول طعام الغذاء لهم علىذلك
التقدير والثناء.
توجهنا بعد فترة الغذاء إلى الجبل الغربي من
أجل الاطلاع على العمارة المحلية ، زرنا منطقة
الريانية ، ومنطقة الزنتان واخيراً مقر الحاج حيث
يوجد القصر الشهير الذى يمثل مخزن القرية لكل ما
له صلة بالطعام من قمح وشعير وزيت وزيتون ...ألخ ،
وهو نموذج جيد لما كان يوجد في الفترة القديمة في
كل قرى الجبل الغربي من مخازن لحفظ غذاء السكان.
ويعرف هذا المخزن باسم قصر ،ويبنى في مكان
حصين ، عاى حافة الجبل أو على ربوة مرتفعة وسط
القرية تحيط به البيوت من كل جهة ، بحيث تسهل
حمايته ، و ليقع في ايدي الاعداء إلا في حالة
الهزيمة الكاملة . كذلك لا يمكن اللصوص من
الوصولاليه ، لان غرفة تفتح الى الداخل ، ولايقود
إليه الى مدخل واحد فقط ، ويقوم على حراسته
والاشراف عليه أحد أفراد القرية يتصف بالامانة
والشجاعة .
وللعلم فقد وجدنا ثلاثة طلبة من قسم اآثار
في الخمس ( السنة الرابعة ) يقومون بإعداد بحوث
حول آثار صبراته ، طلبوا منا الأذان لهم بمرافقة
الطلبة من أجل الاستفادة ، وسمحنا لهم وكانوا
سعداء جداً بذلك.
وعندما عدنا إلى صبراته حوالى الساعة التاسعة
و النصف ليلاً ، وجدنا بيت الشباب مشغول بالكامل
بطلبة الهندسة ، وإن الاجراء حصل نتيجة خطأ في
التنظيم وتعدد المسؤولين – ابلغونا بعدم وجود
مشكلة ، إذ انهم وكذلك الأخ الهادي الكار المسؤول
عن طلبة كلية الهندسة (خريج من قسم الاجتماع ،
جامعة قاريونس، وصديق شخصي قديم ) تولوا الحجز لنا
على حسابهم الخاص في أحد فنادق صبراته، طلبت من
الأخ أبوزناد ‘صطحابي إلى أحد الاماكن التي يوفر
فيها هاتف من أجل الاتصال ببيت شباب طرابلس ، إذا
ان برنامج الغد سيكون زيارة متاحف السراية الحمراء
ومساجد المدينة القديمة في طرابلس ، ومن الافضل
المبيت في طرابلس. أتصلت ببيت شباب طرابلس ، وجدت
لديهم مكان للأقامة ، ورب ضارة نافعة ، توجهنا إلى
طرابلس عند حوالى الساعة العاشرة و النصف ( أوصلنا
الطالبين إلى استراحة مراقبة الآثار واصطحبنا
الطالبة معنا إلى طرابلس) ووصلنا بيت الشباب حوالى
الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً.
4-
الثلاثاء 25/ 4 زيارة متاحف السراية الحمراء في
فترة ما قبل الظهر ثم زيارة مساجد المدينة القديمة
فيما تبقى من اليوم . توجهنا عند الساعة السابعة و
النصف ماءً إلى مصراته للأقامة في بيت الشباب هناك
لنتمكن من الانطلاق صباحاً إلى بنغازي و الوصول في
فترة مبكرة من المساء.
تناولنا طعام الغذاء في بن جواد ، وبالنظر لما حصل
من تلف لمدخنة الحافلة، أولاً لأنها أصلاً تالفة،
ثانياً للمطبات الموجودة في بعض أجزاء الطريق
الساحلي أبلغني السائق (البراني) لضرورة إصلاح
المدخنة قبل المغادرة وكان ذلك مستغرقاً أكثر من
ثلاث ساعات ، عند حوالي الساعة السادسة أنطلقنا
إلى بنغازي التي وصلناها حوالي الساعة الثانية عشر
ليلاً. أوصلت الحافلة الطلبة اللذين يقومون
بالأقسام الداخلية (طلبة وطلبات) والطلبة اللذين
توجد مساكنهم في مسار الحافلة إلى بيت ساءقها ، ثم
أوصلتني الحافلة إلى بيتي حيث أنزلت الأمتعة ونزلت
معي إحدى الطالبات وكذلك الأحمر معمر حمد غومة
الذي قمت بصحبته بإيصال الطالبة إلى بيتها في
مركبتي الخاصة ـ وبهذا كانت نهاية الرحلة وكانت
الرحلة سريعة موفقة بحيث تمكن الطلبة من الإطلاع
على الآثار التي لها صلة بما يدرسونه نظرياً وهو
المطلوب بالدرجة الأولى .
ملاحظات عامة : -
على الرغم مما يبدو أن لا جدوى من إبدى
الملاحظات، حيث أنها تتشابه مع تلك التي أبديت في
تقرير سابقة ولم يلاحظ الأهتمام المتوقع، إلا أنني
سأذكر بعض الملاحظات التي أرى لازماص الإشارة
إليها لأهميتها علها تجد أذاناً صاغية .
1
– تحتاج الجامعة إلى حافلات مناسبة لإنجاز
الدراسات الميدانية التي تتطلب السفر لمسافات
طويلة، تتوفر فيها كل الوسائل المساعدة لأنجاح
الرحلة من ناحية السلامة الأمنية، والراحة
الجسدية، وتوفير العوامل المساعدة الدراسيةن
والأخوة في قسم الحركة يعرفون جيداً المستوى
المتقدم الذي وصلت إليه صناعة الحافلات في العالم؛
ليس اليوم فقط، ولكن منذ أكثر من عشرين سنة. ولا
أعتقد بوجود عذر مقبول لسفر طلبة الجماهيرية
العظمى لمئات من الكيلو مترات في حافلات مخصصة
أصلاً لتلاميذ الروضة في العالم الثالث !
2
– يجب تفقد الحافلة المخصصة للسفر لمسافات طويلة
قبل موعد قيام الرحلة ، وإصلاح ما يجب إصلاحه ،
لأن توقفها في الطريق يكون على حساب الوقت المخصصص
للدراسة .
3
– يلاحظ الأزدحام الهائل للمناطق الأثرية خلال
فصل الربيع، وكثرة المترددين على بيوت الشباب،
الأمر الذي يربك العملية الدراسية، ويجعل الحصول
على مقر الإقامة أمر صعب للغاية... وبالنظر لذلك
يكون من الأفضل تنفيذ الرحلات الدراسية في بداية
العام الدراسي .
4
– الأهتمام بقسم العلاقات والخدمات العامة في
الجامعة وتزويدها بعدد كافي من العملين، وبأجهزة
الأتصال المتعددة. ويجب أن يكون لديه عناوين لبيوت
الشباب، وللفنادق ، ومراكز المن الشعبي ، ونقاط
المرور ، والمرافق الصحية ، وكل ماله صلة بالأقسام
العلمية في الجامعة بحيث يساعد في إنجاز الاجراءات
المطلوبة المتبعة في تنفيذ الدراسات الحقلية
والزيارات الميدانية ، ويتوفر بذلك الوقت الكافي
للأساتذة للأهتمام بالأمور العلمية فقط.
5-
وعلى الرغم مما ذكر اعلاه وهو أمر يتفق من معى
المسؤولين عن إدارة الجامعة ، واعرف جيداً انهم
يبذلون الجهد من أجل خدمات أفضل والرقى بالجماعة
إلى المستوى العالمي المطلوب ، الا أنني أوكد.
بالنظر لما عايناه في بعض الجامعات – أن جامعة
قاريونس لازالت بخير تقوم بدورها – وفق الامكانيات
المتاحة- على أكمل وجه.
ويسرني في هذا الخصوص أن أتقدم بجزيل الشكر
والتقدير إلى الأخ الكاتب العام وكل الأخوة في
الأدارة المالية وفي قسم الحركة الذين لولا حرصهم
وتفانيهم الدؤوب لما تمكنا من إنجاز إجراءات
الرحلة في أقصر وفق ممكن وتمكنا بذلك من القيام
بالرحلة في الوقت المحدد . كذلك سعدني أن أتقدم
بجزيل الشكر إلى الأخ فرحات الزليتني في قسم
الامتحانات في كلية الآداب لتفضله بطباعة الرسائل
الرحلة في أقصر وقت ممكن كذلك إلفى بقية الأخوة
الاملين في الكلية ( التصوير، المحفوظات ، سكرتيرة
أمين اللجنة الشعبية للكلية ) لتقديم المساعدة
الممكنة في استكمال اجراءات الرحلة . وفي الختام
يسرني ان اتقدم بجزيل الشكر والثناء الى الأخ أمين
اللجنة الشعبية لكلية الآداب لإعطائه الاولوية في
استكمال اجراءات برنامج الرحلة وإلى الدكتور فؤاد
حمدي بن طاهر أستاذ العمارة الإغريقية والرومانية
عضو هيأة التدريس في القسم الذى كان نعمة العون
ونعمة الرفيق في كل أمور الرحلة من الناحية
العلمية والادارية و الاجتماعية والى السائقين
البراني مسعود عمر ، ناصر عبدالسلام أبو عائشة لما
تحملاه في سبيلنا من تعب والى صديق الآثاريين
والآثارالعم معمر حمد غومة الذى كان أول
المستيقظين وآخر النائميين والاكليين دائم
الابتسامة ، يجد سعادته في خدمة أبنائه الطلبة
وبناته الطالبات أكثر الله من امثاله وابقاه
صديقاً وفياً دائماً لنا ولكل من تجمعه الظروف به
.
6-
يجب على الجهة المعنية في الجامعة ارسال رسائل أو
برقيات شكر الى جهات العامة التى قدمت لنا
المساعدة التلى احتجنا اليها طيلة فترة الرحلة .
عبدالله على عامر الرحيبي
المشرف العام على سير رحلة
السنة الرابعة آثار 28/4/2000ف
إلى
الأعلى
[رجوع] |