تقرير أولي حول أعمال التنقيب التدريبية التي
أجراها طلبة السنة الثالثة بمدينة توكرة
اُلأثرية في الفترة من 11.13 الي 94.12.10
يعد التنقيب عن الآثار عملا جسيما تحيط به المصاعب
من كل جانب لأن ما يقوم به المنقب هو في
الحقيقة تجربة علمية لا يمكن أن تعاد ولا يوجد
تشابه بين موقع وآخر، بل حتى في الموقع نفسه
من حيث التركيب الطبقي وتسلسله الزمني ولهذا
يسعي المنقب إلي حساب خطوات تجربته حرصا على
نجاحها والاستفادة من تجارب من سبق باتباع
أحدث ما تم الوصول إليه في هذا المضمار. لقد
وضعنا في اعتبارنا هذا الموسم ضرورة أن نطور
-جزئيا- أسلوبنا في الحفر متبعين على نحو
محدود ضمن الحفريات التدريبية التي أقيمت
أسلوب المحتوي الفردي وحدد كل واحد منها باسم
مستوي مهرناه برقم، ولا نعني بالمستوي هنا
بمفهومه اللغوي الضيق فهو أيضا يمثل وحدة
واحدة اجتمـعت فيه عـدة صفـات، وكـان قد تـكون
اثـر نشاط إنساني أو بفعل الطبيعة. وفيما يخص
النظام الشبكي المسقط على الموقع فقد أبقينا
نفس الترقيم الذي وضع في منتصف السبعينيات
أملين إسقاط نظـام جـديد يشمل الـمدينة ككـل
يأخـذ فيـه ترقـيم الشبكة نظام إحداثية الشرق
والشمالEasting-Northing
coordinate
وهذا يساعد من ناحية على رفع المدينة مساحيا من ناحية أخري
ربط حفريات مستقبلية أخري بعضها ببعض وسهولة
تحديدها على المخطط العام للمدينة الأثرية
وضواحيها.
تقديم
بدأ موسم التنقيب التدريبي لهذا العام اعتبارا من
13 الحرث لمدة شهر كامل ، وحيث أن
عدد الدراسة المشاركين إنساني أعمال التنقيب
ينيف عن الأربعين كان لزاما أن يتم تقسيمهم
المجموعة مجموعتين بواقع عمل أسبوعين لكل
مجموعه على أن تستمر آلتي للمجموعة المتواجدة
إنساني القسم و يحل محلها الطلبة التي أنهت
أعمال التدريب التي ستعوض لها المحاضرات التي
أعطت للشطر الذي أستقر عليه الرأي أولا
لمواصلة الدراسة و المكوث إنساني القسم.إن هذا
التقسيم يعد ضرورة ملحة نظرا لما تتطلبه أعمال
التنقيب التدريبية من احتياجات علميه متمثلة
إنساني الأشراف الميداني و التسيير السلس
لمراحل التدريب إضافة المجموعة الاحتياجات
المادية التي يحكمها محدودية أدوات التنقيب
ومستلزمات الإعاشة والمنامة. فوق كل ذلك تعتبر
مشاركة كل الدراسة إنساني آن واحد -من غير شك-
ستكون على حساب تحصيل المشارك و المشاركة،
فكلما قل العدد المتدرب كلما زادت نسبة
التحصيل والاستفادة إضافة إلى توفر الوقت
الكافي الذي لا يخفي أنه من العوامل الحاسمة
والمؤثرة في تدريب الطلبة من جهة وتنفيذ
البرنامج التدريبي من جهة أخري.
تركزت أعمال التنقيب لهذا الموسم
في المنطقة المكشوفة التي تكاد تخلو من وجود
أية ظواهر أثرية تبرز عن سطحها شبه المستوي
وهذه المنطقة تشبه المربع غير المتساوي
الأضلاع يشكل حدوده الشمالية والغربية
والجنوبية على التوالي المباني هـ، د أ، ج ، ما من الناحية الشرقية فانه لم
يسبق أن أقيمت أية حفريات للتأكد من وجود ضلع
رابع مكمل للأضلاع سالفة الذكر أو أنها كانت
مفتوحة من هذا الجانب. من الوهلة الأولي عند
إلقاء نظرة سريعة على المخطط العام للحفريات
السابقة، يتبادر إلى الذهن أن هذه المنطقة
كانت بمثابة ساحة مفتوحة ومتنفسا للمباني أ،
ج، د، ه وقد أعطيت الأولوية لهذا الافتراض في
تفسير ماهية هذه المنطقة وبالأخص في الفترة
المتأخرة من حياة المدينة التي من المرجح أن
تكون قد استمرت زمنا بعد الفتح الإسلامي
للإقليم عند منتصف القرن السابع الميلادي.
مـجريـات الـعـمل:
ح ت
D1-1, 8
مستطيلة الشكل( 5×4.50 م) ويبعد ضلعها الطولي
-الشمال الغربي- عن الضلع الشمال الغربي
للمربع مسافة0.50 م.
كانت حصيلة أعمال التنقيب في هذه الحفرية التي لم
تستكمل بعد إزالة أربعة مستويات متراكمة
متباينة في مكوناتها ولونها أعطيت لها أرقام
مسلسله بدءًا من01 وفي ما يلي وصف للمستويات
من أعلى إلى أسفل وفقاً لعملية الكشف:
-01: ذو لون بني ناعم الملمس ومتماسك يحتوي على قطع
حجريه صغيره غير مشذبه وكسر فخارية وعظميه
لحيوانات مختلفة ويبلغ سمكه حوالي0.50 م.
-02: ذو لون بني غامق ناعم الملمس وغير متماسك، به نسبه
من الرمل ويحتوي على كسر عظميه حيوانية
وفخارية ويبلغ سمكه حوالي 0.25م.
-03: ذو لون رمادي وبه آثار حرق وتتخلله نسبه كبيرة من
كسر عظميه لحيوانات مختلفة. المستوي بصفة عامه
متفكك ويحتوي على قطع حجرية صغيره وكسر
فخارية.
-04: لونه بني غامق، ناعم الملمس وغير متماسك وبه
العديد من الكسر العظمية الحيوانية والحفر في
هذا المستوي اقتصر على جزء بسيط عند الزاوية
الشمالية من الحفرية بعمق 1.20م. وقد أسفرت
أعمال التنقيب في الحفرية في الكشف عن أرضية
حركه ذات تربه طينيه متماسكة على عمق حوالي
0.45م، ويبلغ امتدادها من الجانب الشمالي
الشرقي نحو الجنوب الغربي مسافة 1.70م ومن
الجانب الشمالي الغربي نحو الجنوب الشرقي
مسافة1.80 م وأسفل الأرضية العديد من الحجارة
منتشرة بشكل عشوائي مما يرجح أنها تمثل ردميات
أكثر منه كتسوية للأرضية التي تعلوها .
ح ت
D1-1, 9
مستطيلة الشكل(3×2م) ويبعد ضلعها الجنوبي الغربي
-الطولي- عن الضلع الجنوبي الغربي للمربع
7.05م ويبعد الضلع الشمالي الغربي -العرضي -
عن الضلع الشمالي الغربي للمربع 6.00م.
واختلفت المستويات التي بلغ عددها أربعة من
حيث التركيب وكانت كالتالي:
-01: لونه بني و غير متماسك واكثر مكوناته حجارة صغيرة
الحجم و تكثر به كسر الفخار والعظام وبه نسبة
من الرمل.
-08: الردميات التي تراكمت في الخابية التي تم الكشف
عنها في الحفرية - سنأتي على ذكرها منفصلة -
ويتميز هذا المستوى بأنه يغلب عليه اللون
البني به نسبه كبيره من الفخار يمثل أجزاء
لآنية تستعمل في تعيير الغلال كذلك أجزاء
لأمفورات من بينها أمفورا متكامله مهشمه
ملتصقا على جدارها من الداخل مادة لم تحدد
هويتها بعد. من الملفت للنظر العثور على عدد
من المراود مصنوعة بإتقان ويتوج طرفها من أعلى
شكل لأمفورا وكذلك كثرة كسر ملاط الجدران من
نوع الفريسكو الذي يغلب عليه اللونين الأبيض
والأزرق.
-07: ذو لون بني غامق خشن ومتماسك بعض الشيء وينحصر عند
الزاوية الجنوبية من الحفرية.
-013: لونه بني فاتح وناعم ومكوناته حجارة وفخار وعظام
يحاذي الضلع الشمال الشرقي حتى منتصف الحفرية.
ومن أبرز الشواهد الأثرية التي تم الكشف عنها أربع
خوابي يتوزعن عند زوايا الحفرية الأربع ، وقد وقع الاختيار على الخابية
الواقعة عند الزاوية الجنوبية لغرض التنقيب
فيها، عثر خلالها على العديد من اللقي الأثرية
كما ذكرنا آنفًا.
يبلغ قطر فوهة الخابية 0.95م (جزء
منها متهدم )، وأقصى عمق لها 2.35 م. منفذة
على مرحلتين -الأولى فوق مستوي الأرض الصخرية
بارتفاع 1.50م ثم الثانية تبدأ بشكل حزّ يتجه
قليلا نحو الداخل معطياً إشارة واضحة إلى
بداية عملية إطار النقر في الأرض الصخرية -عند
هذه النقطة قطر الخابية يصبح 0.90م- ثم يضيق
تدريجيا حتى يبلغ 0.77م عند القاع الذي يأخذ
شكل مستوي . والخابية مبطنه
من الداخل بطبقتين من الملاط يميل إلى
البرتقالي الفاتح ولم يتمكن من الجزم ما إذا
الطبقتين نفذتا في فترة زمنية واحدة أو أن
الطبقة الثانية تمثل ترميم للخابية في فترة
لاحقه حيث يظهر تنقير على الطبقة الأولي حتى
يساعد على التصاق الطبقة الثانية. يبدو واضحا
اختلاف المنسوب بين الخابيتين اللتين تقعا قي
النصف الجنوبي الشرقي ونظيرتيهما في النصف
الشمال الغربي حيث يقل منسوب الأخيرتين حوالي
0.40م وقطر الفوهات من أعلى مختلف بين الخوابي
الأربع. وتمتاز الخابية الغربية التي لم يستطع
تحديد قطرها بالكامل -نظرا لامتداد جزء من
الخابية خارج حدود الحفرية في المسقط الجنوبي
الغربي- تمتاز باتصال فوهتها بطبقة ملاطية
مسطحة سمكها حوالي 0.30م تنحدر تدريجيا نحو
الشمال الشرقي متعرضة للتدمير وربما يرجع
السبب في ذلك إلى وجود كتله حجريه مشذبه يبدو
من وضعها أنها ساقطة ولكن للأسف لم يتم معرفة
مكانها الأصلي الذي سقطت منه.
ح ت
D1-1,10
تبلغ أبعادها 3.00×2.00م حيث يبعد ضلعها الطولي
الشمالي الغربي عن الضلع الشمالي الغربي
للمربع مسافة 0.50م ويبعد الضلع العرضي
الشمالي الشرقي عن الضلع الشمالي الشرقي
للمربع مسافة 7.00م. ويعتبر المستوي 09 من أهم
المستويات التي نقب فيها لما نتج عنه من كثره
اللقي الفخارية والكسر العظمية عليها آثار حرق
موجودة ضمن طبقة رماد مما يدفع للقول أن هذا
المكان-كما سنري لاحقا-جزء من المكان الذي كان
يستعمل لرمي النفايات وحرقها.
وأهم الشواهد الأثرية التي تم الكشف عنها في
الحفرية أرضية حركه متكونة من تربه رمليه
متماسكة يدخل في مكوناتها أيضا الجير الذي
يضفي عليها اللـون الأبيض، وتمتد على طـول
الضلع الشمالي الشرقي للحفرية وتبرز عنه مسافة
0.20م. وعند الزاوية الغربية من الحفرية تم
الكشف عن امتداد لأرضية حركة سيأتي ذكرها عند
التطرق لأعمال التنقيب في ح ت
E1-1, 6.
كما أشير سابقاً فإن الحفرية أنتجت كمًا
كبيرًا من اللقي الأثرية المتنوعة ومن أهمها
ما يحتمل أنه ختم أو وحدة وزن على شكل مربع
عليها أمفورا بشكل غائر وهي معمولة من الطين
المحروق، كما لوحظ أن العديد من أجزاء أزيار
الغلال
Dolia
التي عثر عليها يوجد على جدرانها من الداخل
بقايا طلاء أبيض و أقرب تفسير إلى ذلك أن هذه
الأزيار ربما تكون قد استخدمت في حفظ
السوائل، وحتى تمنع عملية الرشح طليت من
الداخل بطبقه من الملاط، ولعله من المفيد هنا
أن نقف لحظه ونعود إلى أهم مكتشفات موسم خريف
1993م (المربع
E2-1)
وهما حوضين أحدهما دائري والأخر مستطيل متصلين
برقعة ملاطيه تنحدر نحوهما. وقد فسرت هذه
البقايا المعمولة من الكونكريت على أنها تمثل
معصرة عنب وأن لها صلة وثيقة بالخوابي
المكتشفة في موسمي 78 و 83م التي تقع نحو
الجنوب في المربعين
D2-1 , C2-1.
عمومًا ما يهمنا من خلال هذا الذكر لما يرجح
أنها معصرة هو أنه ربما يكون لها علاقة وثيقة
ببقايا كسر الأزيار التي تحمل على سطحها
الداخلي بقايا طلاء، إذ بالإشارة إلى Peacock
(1991. 32) فانه يذكر أن الأزيار كانت تستخدم
في تخزين سائل العنب الذي يحفظ في أماكن خاصة
حتى يختمر ويتحول إلى نبيذ معتق وكي لا ينفذ
السائل من أوعيته كانت تطلي من الداخل بطبقه
من الطلاء. وعلى كل فان الأدلة الأثرية ليست
حاسمة وفي انتظار المزيد لتأكيد ذلك.
ح ت
D1-1,11
مربعة الشكل (3.00×3.00م). يبعد ضلعها الشمالي
الغربي عن الضلع الموازي له للمربع مسافة
0.50م والضلع الشمالي الشرقي مسافة 0.50م عن
الضلع الشمالي الشرقي للمربع.
وفيما يلي سرد للمكتشفات التي نجمت عن أعمال
التنقيب في هذه الحفرية:
في أول مستوي04 بمحاذاة الضلع الشمالي الغربي تم
الكشف عن جدار متبقي منه صف واحد ويقوم على
التربة الطينية مباشرة وحجارته مشذبة بعض
الشيء. يتراوح ارتفاعه ما بين 0.15م إلى 0.20م
ومتوسط عرضه 0.55م. يتعامد على الجدار السالف
الذكر جدار آخر يمتد بمحاذاة الضلع الجنوبي
الغربي للحفرية وهذا بدوره يتعامد في نهايته
على جدار آخر يتجه ناحية الشمال الشرقي. إن
بقايا هذه الجدران الثلاثة تجتمع فيها مزايا
آخر فترة حضارية شهدها الموقع حيث أنها تقع
على عمق بسيط جدًا من مستوي سطح الأرض وترتكز
مباشرة على التربة الطينية بدون وجود أية
أساسات ترتكز عليها وأسلوب بنائها يعوزه
الإتقان وبعض حجارتها غير مشذبة ذات أحجام
متفاوتة وفي معظم الأحوال لم يتبق منها سوي صف
واحد. ونظرًا لأن ح ت 11،
D1-1
تعتبر الحد الشمال الشرقي لأعمال التنقيب حال
ذلك دون التقصي في هذا الاتجاه ووجود ضلع رابع
مكمل للأضلاع الثلاثة التي سبق ذكرها يعتمد
وحده على التخمين خاصة أنه لا يوجد أية دلائل
أثرية تبرز عن سطح الأرض يمكن الاستدلال من
خلالها على وجود الجدار التوقع وما يهمنا من
وجود هذا التشكيل المعماري المتمثل في الثلاثة
جدران التي تخلو من أية مدخل على أحد من
أضلاعها المكتشفة ، أن هذا التشكيل ربما يكون
على صلة بتشكيلات أخري ناحية الشمال الشرقي
حيث يرجح وجود الضلع الرابع لما يمكن أن يكون
حجرة يقع مدخلها علىه. كذلك في المستوي 021 -
وهو آخر ما توصلت إليه أعمال التنقيب- تم
الكشف عن صف واحد لأساس جدار على طول الحفرية
يتجه ناحية الشمال الغربي يبلغ عرضه 0.60م
ويتكون من صفين من الحجارة غالبيتها صوانية
مشذبة من واجهاتها الخارجية ومتفاوتة الأحجام
.وتشير الأدلة الفخارية على أن أساس الجدار
هذا يعود في إنشائه إلى أواخر العصر الهللنستي
وبواكير العصر الروماني (على سبيل المثال
الأمفورات ذوات المقبض المزدوج-Dresssel
6-4)، وحقيقة
الأمر أنه حتى هذه المرحلة من أعمال التنقيب
لم يكن في المقدور إيجاد أي علاقة لهذا الأساس
مع ما كشف عنه في المواسم السابقة على نفس
العمق. وقد كشف فوق هذا المستوي وبالتحديد في
مستوي 018 على كتلة حجرية جزء كبير منها لازال
في المسقط الجنوبي الشرقي وربما يكون لها صلة
بأساس الجدار أسفلها. كذلك لوحظ عند الزاوية
الجنوبية كثرة الردميات التي غالبية مكوناتها
رقائق وشظايا أحجار ربما تكون ناتجة من عملية
تشذيب حجارة بناء، وأيًا كان مصدرها فإن وضعها
يبدو مقصوداً وإن كان الغرض غير واضحاً.
فيما يخص أرضيات الحركة فقد تم الكشف في مستوي 06
-عند الزاوية الغربية من الحفرية- عن بقايا
أرضية حركة مكوناتها تربة طينية مدكوكة يكثر
بها الحصى والفخار ويعلوها طبقة رقيقة من
الملاط. وامتداد هذه الأرضية لم يتم تحديده
ناحية الجنوب الغربي، ومن الواضح أنها تعود
إلى فترة أقدم زمنا من بناء الثلاثة جدران
التي كشف عنها في الحفرية، وقد تأكد ذلك من
خلال وجود امتداد لهذه الأرضية تحت الجدار
الجنوب الغربي وبالتحديد عند زاوية تعامده على
الجدار الشمال الغربي. أيضًا تم الكشف في
مستوي 021 عن أرضية حركة جبسيه متماسكة نوعا
ما ويبلغ سمكها 0.01م وامتدادها محدود جدًا
حيث تمتد من الضلع الشمال الشرقي مسافة 0.90م
وتبعد عن الضلع الجنوب الشرقي مسافة 0.30م.
ح ت
D1-1, 12
مستطيلة الشكل (4.00 ×2.00م). يبعد
ضلعها الطولي-الجنوب الغربي-عن الضلع الموازي
له من المربع 11.00م ويبعد ضلعها العرضي عن
الضلع الشمالي الغربي للمربع 8.00م .
عند القيام بأعمال التنقيب في هذه الحفرية
-بالتحديد في المستوي 016- كشف عن أرضية حركة
يكثر بها الحصى وكسر الفخار وتعلوها طبقة
رقيقة من الملاط ولم يبق منها سوى رقعتين
صغيرتين عند الزاويتين الغربية والشرقية.
ويبدو أن هذه الأرضية قد تعرضت للتدمير في
فترة متأخرة، وتوحي مكوناتها وقربها من أرضية
الحركة المكتشفة في مستوي 06 في ح ت 11 من نفس
المربع، أنهما يعودان لأرضية واحدة ولكن ضيق
الوقت حال دون إتمام أعمال التنقيب في الجزء
الذي يفصل بين الحفريتين. وأثناء مواصلة الحفر
عمقًا بالقرب من الضلع الجنوب الشرقي وجد
مدماك في وضع غير مستو مما يدعو إلى التخمين
أنه ساقط من الجدار الذي يمتد على طول الضلع
الجنوب الغربي, وهذا الأخير الذي لم يكشف سوي
عن واجهته الشمالية الشرقية، به انبعاج عند
منتصفه وتفسير ذلك غير مؤكد وأن كان لا يخرج
عن سببين وهما: إما أن يكون بفعل هزة أرضية،
أو يكون ناتجًا عن تخريب متعمد بفعل القبائل
الليبية التي اشتدت ضراوة هجماتها في الفترة
الرومانية المتأخرة (Kraeling,
1962. 54,100-107). والجدير بالذكر أن مثل هذه الظاهرة تبدو أكثر وضوحًا
على الجدار الشمالي الشرقي لما يسمي بالمبني
الروماني (المستطيل
E2)
الذي يقع إلى أقصى الغرب من ح ت
D1-1, 12
(أنظر تقرير موسم خريف 1993lم). وبمحاذاة الضلع الشمالي الشرقي للحفرية تم الكشف على بقايا
موقد يبعد عن الضلع الشمالي الغربي مسافة
1.80م منفذ على شكل دائري يبلغ قطره
حوالي0.39 م وأقصى ارتفاع متبقي من جداره
0.25م، مصنوع من طينة حمراء مخلوطة بحصى صغيرة
ويبلغ سمكه 0.02م ومدعم من الخارج بكسر لأبدان
ومقابض آنية فخارية وأجحار صغيرة، وأرضية
الفرن تتكون من تربة مدكوكة تعلوها طبقة رقيقة
من الرماد المختلط بالتراب وأجزاء من جدار
الفرن. كذلك ينتشر الرماد حول الفرن من الخارج
ربما من جراء تنظيف قاع الفرن خلال فترة
استخدامه المرجحة أن تكون لأغراض الطهي. وعلى
مقربة من الفرن ناحية الجنوب الغربي يوجد
حجارة مصففة على شكل نصف دائري غير منتظم،
طرفاه ينطلقان من المدماك السالف الذكر
المحاذي للضلع الجنوبي الشرقي مما يجعلنا نرجح
أن المدماك بعد سقوطه وظف في فترة لاحقة
كساند لهذا التشكيل الذي لم نستطع تحديد
ماهيته بعد، و يدخل ضمن الحجارة التي
تكونه-وهي من صف واحد فقط- جزء سفلي من طاحونة
غلال من الحجر البركاني الأسود
Lava
تأخذ شكل قمع، ووجودها ضمن
هذا التشكيل يفيد أنها غير أصلية ومنقولة لغرض
وظيفي آخر. وقد أسفرت أعمال التنقيب أيضًا في
الكشف عن أرضية حركة ملاطيه ذات لون يميل إلى
البرتقالي على مقربة من التشكيل الآنف الذكر
وعلى نفس المنسوب، يغلب على مكوناتها الحصى
وكسر الفخار ويبلغ سمكها حوالي 0.08م ونظرًا
لتوقف أعمال الحفر لم يتمكن من تحديد
امتدادها. وعند الركن الشمالي وجد تشكيل
معماري لإطار مربع أبعاده 1.05 ×0.75م ،وبسبب
انتهاء موسم التنقيب أرجئ العمل فيه على أن
يحتل الصدارة في أعمال الموسم القادم لاحتمال
وجود ارتباط وظيفي لهذا التشكيل الذي لم تحدد
وظيفته بعد بالخوابي التي تجاوره من ناحية
الجنوب الغربي.
ح ت
D1-1, 13
مستطيلة الشكل (3.00 ×2.00م) حيث يبعد ضلعها
الطولي -الجنوب الشرقي-عن الضلع الموازي له من
المربع 7.50م وبنفس المسافة يبعد ضلعها
العرضي عن الضلع الجنوبي الغربي للمربع. وقد
كانت الضرورة ملحة لإقامة هذه الحفرية لأجل
التحقق من أمرين اثنين: مر بنا أثناء سرد
مجريات أعمال التنقيب في ح ت
D1-1, 9
أنه تم الكشف عن أربع خوابي لذا تركز الهدف
الأول حول إمكانية الكشف عن المزيد من الخوابي
ناحية الجنوب الشرقي حيث أخذت ح ت 13 مكانها
بدرب فاصل عن ح ت 9 في نفس المربع بلغ عرضه
0.50م. أما الأمر الثاني فهو الكشف عن الواجهة
الجنوبية الغربية للجدار المكتشف في المسقط
الجنوبي الغربي من ح ت 12
D1-1,
و إمكانية وجود أي تعامد على هذا الجدار (ح ت
13 تقع إلى الجنوب الغربي من ح ت
D1-1,12
وأبقي على درب فاصل عرضه 0.50م ).
وكذلك الحال في أعمال الكشف عن الآثار فإن الفيصل
في التوقعات والتكهنات هو معول الأثري وأن عدم
صحة هذه التوقعات والتكهنات يعتبر في حد ذاته
إنجاز فهو يقطع الشك باليقين و يصرف النظر
نهائيا عن أي افتراض ويفتح آفاقا جديدة
لتخمينات تكون أكثر دقة وتأكيد. إن أعمال
التنقيب لم تستكمل بعد في ح ت 13 ولعله من
السابق لأوانه الحكم بشأن الأمر الثاني وإن
كانت النتائج بشأن الأمر الأول تشير بنحو قاطع
إلى عدم وجود أي امتداد للخوابي في هذا
الاتجاه.
أهم ما كشف عنه في ح ت 13 كان أرضية حركة في مستوي
023 على عمق حوالي 0.60م من مستوي سطح الأرض،
مكوناتها من التربة الطينية المدكوكة المخلوطة
بالحجر وهي تتركز بمحاذاة المسقط الجنوبي
الشرقي ومتناثرة في باقي الحفرية، وقد تم
الكشف في المسقط الجنوبي الغربي على جزء من
جدار متبقي منه صف واحد يبرز عن المسقط مسافة
0.15م. وحيث أن ح ت
D1-1, 9
تقع إلى الشمال الغربي من هذه الحفرية فان هذا
الجدار لا يوجد له امتداد فيها حيث توجد
الخابية عند الركن الجنوبي منها ولو كان لهذا
الجدار امتداد سيكون نحو الجنوب الشرقي وإن صح
ذلك فإنه يسير بخط مواز للجدار الشمال الشرقي
للمبني (ج) ويشكل معه زقاق لا يتعدى عرضه
المتر وعلى كل فإن هذا الافتراض سيبقي مؤقتا
وغير مؤكد وفي انتظار أعمال التنقيب المتوقع
إقامتها في هذا الاتجاه. ينبغي الإشارة هنا
إلى أنه بمحاذاة المسقط الشمالي وعند منتصفه
تقريبا عثر على العديد من الكسر الفخارية
عليها آثار حرق وكذلك يوجد بعض من كسر لجدار
فرن من الطين المشوي وربما يدل ذلك على أن هذا
المكان كان يشغله فرن ومما يعزز هذا الاحتمال
كثرة الرماد المختلط بالكسر العظمية التي من
المرجح أنها ناتج لفضلات الطعام الذي كان
يستهلك في ذلك الوقت. ومن الملفت للنظر العثور
على العديد من اللقي الثرية ومن بينها وزنات
نول قرصية الشكل التي تعود في أصولها إلى
العصر الهللنستي وحيث أن هذا النوع ظهر في
طبقة تعود الي فترة متأخرة فإن لوجودها
احتمالين: إما أن يكون المكان الذي وجدت فيه
يمثل موضع للردميات، أو أنها بالفعل تنتمي الي
الطبقة الحضارية المتأخرة (البيزنطية) وهو
الأرجح فهي أثر متبقي من عصر مبكر ظلت تستعمل
حتى فترة متأخرة وهو ما يطلق علىه اصطلاحا
residual. ومما يجعلنا نميل الي هذا الرأي أن غالبية اللقي
المصاحبة تعود في تاريخها الي الفترة
الرومانية المتأخرة (البيزنطية).
ح ت
D1-2, 9
يبلغ أبعادها (5.50× 5.00م) حيث يبعد الضلع الشمالي
الغربي الطولي عن الضلع الشمال الغربي للمربع
0.50م ويبعد ضلعها العرضي الشمال الشرقي عن
الضلع الموازي له للمربع أيضا مسافة 0.50م.
ولما كانت مساحة الحفرية كبيرة نوعا ما فقد تم
الحفر بشكل تدريجي حيث تركز أول الأمر بمحاذاة
الضلع الجنوبي الشرقي حتى منتصف الحفرية
تقريبا وقد نتج عن ذلك الكشف عن امتداد لأرضية
الحركة التي كشف عن جزء منها في الموسم السابق
(ح ت 14،ك 20) التي بدت متماسكة أمام مدخل
المبني (ج) الواقعة على الضلع الشمال الغربي
منه. وقد كشف عن امتداد هذه الأرضية في
المستوي 01 ومكوناتها من التربة الطينية
المدكوكة التي تتخللها الحجارة الصغيرة
ويعلوها طبقة رقيقة من الملاط ويلاحظ أنها لا
تنتشر على منسوب واحد وربما يرجع السبب الي
وجود سقف القبو بالقرب من الركن الجنوبي
للحفرية وكذلك مراعاة انحدار الأرضية نحو
الشمال الغربي لتفادي انسياب مياه الأمطار نحو
المبني (ج) عبر مدخله الذي سبق وان أشرنا أنه
يقع الي الجنوب الشرقي من ح ت
D1-2, 9
وهذا بطبيعة الحال ينطبق على المبني (أ) الذي
يقع على بعد خطوات من الزاوية الجنوبية من
الحفرية عينها. وبمواصلة أعمال الحفر في النصف
الثاني من الحفرية ( مستوي 02) بدا واضحا أن
هذا التوضع الذي يغلب عليه اللون الرمادي ناتج
عن استخدام هذا الموضع لرمي النفايات وحرق
المخلفات ودليل ذلك أن غالبية اللقي التي عثر
عليها من فخار وعظام تحمل آثار حرق ضمن طبقة
سميكة من الرماد وبالنظر الي المسقط الشمال
الغربي كان واضحا أن هذه الطبقة كان يتخللها
مستويات من التربة الطينية الناعمة التي تأتي
بعد كل فترة حرق ولمعرفة سمك طبقة التوضع هذه
تم عمل مجس أخذ شكل مستطيل أبعاده (2.75×
1.00م) بدأ من الزاوية الشمالية عثر خلالها
على المزيد من اللقي الفخارية والعظمية
المحترقة والعديد من الفضلات لخبث معدن لم
يحدد نوعه بعد مع بقايا لبوتقة صهر مصنوعة من
الطين. وعلى المسقط الجنوب الشرقي من المجس تم
الكشف عن جدار -أقصي ارتفاع متبقي منه 0.95م-
يقوم مباشرة على الأرض الصلبة في صفوف غير
منتظمة من الحجارة الجيرية المشذبة من
واجهاتها الخارجية بأحجام متفاوتة ولم يتم
تحديد سمكه لأن ذلك يستلزم التنقيب في المستوي
01 وإزالة أرضية الحركة للكشف عن واجهته
الجنوبية الشرقية. أما عن طوله فإنه أيضا لم
يؤكد وعملية متابعته لم تكتمل بعد حيث أنه
يمتد خارج حدود الحفرية ناحية الشمال الشرقي.
ولكن عدم التعمق في أعمال الحفر في ح ت
D1-1,8،
حال دون التأكد من امتداده في هذا الاتجاه
وكما أن عملية التتبع لتحديد امتداده ناحية
الجنوب الغربي توقفت بسبب انتهاء الموسم وعدم
النزول عمقا خارج الحفرية باتجاه الجنوب
الغربي حيث المبني (أ) يجعل التكهن بامتداده
من عدمه أمرًا صعبًا ويتطلب إزالة الشواهد
المعمارية التي تعود الي الفترة المتأخرة. ومن
خلال اللقي الأثرية التي عثر عليها فوق الأرض
الصلبة المباشرة يمكن إرجاع هذا الجدار الي
الفترة الهللنستية ومن أهمها إبريق شبه كامل
Lagynos
يبدو أنه إنتاج محلي. وقد كشف عند الزاوية
الشمالية عن تشكيل غير محدد المعالم لوجود جزء
كبير منه في المسقط وهو ذو شكل شبه دائري
ويبدو أنه كان يستعمل كموقد لصهر المعادن -إذا
أخذنا في الاعتبار البوتقة التي أشير إليها
أعلاه- كما أنه مكون من إطار من مادة جيرية
متفككة ربما لأنها كانت في الأصل حجارة جيرية
ولكنها تفتت بفعل الحرارة الشديدة والمتواصلة.
ح ت5
E1.1,
أبعادها 5.00م ( الضلع الجنوبي الشرقي) × 4.50م (الضلع
الجنوب الغربي) وكلاهما يبعد عن الضلعين
الموازيين لهما من المربع
E1-1
مسافة 0.50م. آخر عمق تم الوصول إليه بلغ
1.40م وقد نجم خلاله التنقيب في أربعة مستويات
متباينة في مكوناتها ودرجة تماسكها ولونها وهي
كالتالي:
-01: ذو لون بني فاتح متماسك وناعم الملمس. يتميز بكثرة
الحجارة الصغيرة وتتخلله بعض الكسر الفخارية.
-02: كشف عنه على عمق 1.10م ولونه رمادي فاتح وناعم
الملمس. تكثر فيه الكسر الفخارية والعظمية ضمن
بقعة من الرماد تتركز عند الزاوية الشمالية.
-03: لونه بني غامق ويغلب على مكوناته كسر لعظام
حيوانية متحللة. يقع على عمق 1.30م.
-04: لونه يميل الي البني الفاتح ومكوناته يغلب عليها
الحجارة الصغيرة والكسر الفخارية المختلطة
ببعض الرمل النظيف.
الجدير بالذكر أن المستويات المذكورة أعلاه لم ينقب
فيها كامل أنحاء الحفرية وأتبع أسلوب الحفر
المتدرج حتى يتسنى النزول والصـعود بيسر وكذلك
عدم جدوى التنقيب في كامل المستوي لضيق الوقت
وأقصي عمق تم
الوصول إليه عند الزوايا الأربع كالتالي:
- الزاوية الشمالية 1.50م.
- الزاوية الغربية 0.85م.
- الزاويتان الشرقية والجنوبية 0.50م.
وأهم ما كشف عنه من شواهد أثرية كان لأرضية حركة
مكوناتها من التربة الطينية المتماسكة تعلوها
طبقة رقيقة من الملاط وذلك على عمق حوالي
0.45م وتمتد من الضلع الشمالي الشرقي نحو
الضلع الجنوب الغربي حوالي مسافة 1.50م وبعرض
حوالي 2.30م بداية من الضلع الجنوب الشرقي.
كما كشف أيضا على فرشة حجرية بها العديد من
الكسر الفخارية ربما تمثل تسوية لأرضية حركة
التي يحتمل أنها تعرضت للإزالة أو التدمير في
فترة لاحقة. وعلى عمق 1.50 م تم الكشف على
كتلة مشذبة من الحجر الجيري جزء منها يمتد في
المسقط الشمال الشرقي حيث الدرب الفاصل بين ح
ت 5 و ح ت 6 من المربع
E1-1.
وعموما فإن كثرة الكسر العظمية ووجود بقعة
رماد كما أسلفنا في المستوي 02 تعطي دلالة
الي أن المكان بصفة عامة قد أستغل في فترة
متأخرة كموقع لرمي نفايات المباني المحيطة
بالساحة.
ح ت
E1-1, 6
الضلع الطولي 5.00م ويبعد عن الضلع الجنوب الشرقي
للمربع مسافة 0.50م،الضلع العرضي 4.50م ويبعد
عن الضلع الجنوبي الشرقي للمربع مسافة 6.00م.
وقد نتج عن أعمال التنقيب الكشف عن بقايا
أرضية حركة ملاطية وبالتحديد عند الزاوية
الشرقية وعلى عمق حوالي 0.80م وقد تبين عدم
وجود أي امتداد لهذه الأرضية ناحية الشرق وقد
أكد ذلك الحفريات التي أجريت على الجانبين
الجنوبي والشرقي من ح ت
E1-1, 6. وأثناء التنقيب تم إزالة ستة مستويات مختلفة من
الردميات وبلغ أقصي عمق تم الوصول إليه حوالي
1.10م. والمستويات كالتالي:
- 01: ذو لون بني فاتح وبه العديد من الكسر الفخارية
والعظمية وبعض كسر أرضية ملاطية.
-02: كشف عنه على عمق 0.20م ولونه رمادي فاتح تكثر به
الكسر العظمية والحجارة الصغيرة.
-03: يغلب علىه اللون البني الغامق ويتـخلله آثار حرق
وبه العديد من الكسر العظمية المحترقة.يبلغ
سمكه
حوالي 0.30م.
-04: ويتكون من تربة ذات لون بني غامق ولا يوجد به آثار
حرق مع ملاحظة كثرة الكسر العظمية المختلطة
بالكسر الفخارية.
-05: لونه يميل الي البرتقالي وقد تم الوصول إليه على
عمق 0.90م ويخلو من اللقي الأثرية.
-06: نقب فيه بعمق 0.10م فقط ولونه بني غامق وتندر فيه
اللقي الأثرية.
ح ت
E1-1, 7
مستطيلة الشكل وتبلغ أبعادها 3.00×2.00م. يبعد
ضلعها الطولي عن الضلع الجنوب الشرقي للمربع
1.00م وضلعها العرضي عن الضلع الشمال الشرقي
للمربع 0.50م. والغرض من التنقيب في هذه
الحفرية هو التحقق هل كان هناك امتداد لأرضية
الحركة الطينية المكشوف عنها في مواسم سابقة
من المستطيل
E1
وكذلك ما إذا كانت الساحة التي بصدد التنقيب
فيها تمتد ناحية الشمال الشرقي أو أنها تتصل
بزقاق أو تنتهي عند مبني خارج المربع
E1.1
من الناحية الشمالية الشرقية. وعموما فإن خلو
الحفرية من أية شواهد أثرية تدعو الي توسيع
الحفرية ناحية الشمال الشرقي حتى يمكن إجلاء
الغموض الذي يكتنف حدود الساحة ومدي علاقته
بتخطيط المدينة -إذا افترضنا وجوده- في الفترة
المتأخرة من تاريخ المدينة.
ح ت
E1-2, 6
أبعادها 3.00×2.00م ويبعد ضلعها الطولي عن الضلع
الجنوبي الشرقي للمربع 5.00م أما الضلع العرضي
فيبعد عن الضلع الشمال الشرقي للمربع 1.50م.
وقد أقيمت ح ت 6 مباشرة جنوب شرق الامتداد
الذي ينتهي عنده الزقاق الذي يفصل بين
المبنيين (د هـ) وذلك للتحقق من وجود امتداد
لأرضية الحركة الطينية المكشوف عنها أمام
المبني (هـ) باتجاه الجنوب الشرقي. إن الجدار
الجنوب الشرقي للارتداد يبدو من خلال أسلوب
بناءه غير المنتظم والمتبقي منه فقط صف واحد
يقوم مباشرة على التربة بدون أساسات يبدو أنه
مضاف في آخر فترة حضارية من تاريخ الموقع التي
في الغالب يمكن إرجاعها إلى الفترة الإسلامية
المبكرة على الرغم من الندرة الشديدة للقي
الأثرية التي يمكن إرجاعها بشكل أكيد لهذه
الفترة. إذا كان كذلك فهذا يعني أن الزقاق لا
ينتهي عند المبني (هـ) كما هو عليــــه الحال
الآن إنما كان ينكسر نحو الجنوب الشرقي ويقود
إلى الساحة المفتوحة التي نحن بصدد التنقيب في
جزء منها هذا الموسم. وهذا التخمين يمكن
إثباته في حالة الكشف عن وجود امتداد لأرضية
الحركة المذكورة خلف الجدار نحو الساحة
المفتوحة علما بأن الجدار يقوم على جزء منها.
والهدف الآخر من التنقيب في ح ت 6 هو التأكد
من استمرارية مستوي الرماد المختلط بكسر
الفخار وعظام الحيوانات الذي تم الكشف عنه في
ح ت
E1.2, 5 الواقعة مباشرة جنوب شرق ح ت
E1.2, 6.
فيما يخص الهدف الأول من الحفرية فإن أعمال
التنقيب لم تسفر في الكشف عــن أرضية الحركة
المرتجاة ومع ذلك فإن هذا لا يعــتد به كدليل
بأن الزقاق كــان في الأصــل لا يؤدي إلا
للمبنيين (د هـ). ومما يدفع إلى قول ذلك هو
وجود امتداد مستوي الرماد الذي تدل كثافته في
كل من ح ت
E1.2, 6&5
إلى أن هذا المكان قد تعرض لحرق شديد نتيجة
استغلاله في فترة متأخرة كجزء من ساحة مفتوحة
لحرق النفايات وردمها ولاشك أن ذلك قد دمر
أرضية الحركة غير المتماسكة التي لم يكشف عن
بقاياها إلا فـي نهاية الزقاق نظرا لوجود
الجدار الـذي وضع كفاصل - في فترة متأخرة -
بين الزقاق والساحة المفتوحة.
لم يتم التنقيب في ح ت 6 بالكامل حيث تم الإبقاء
على مصطبة على طول الضلع الشمالي الغربي من
الحفرية بعرض 0.60م وهذا الأسلوب التدريجي في
الحفر يسهل عملية نقل الرديم الي أعلى وكذلك
توفير الوقت الذي لا يكفي للنزول في كافة
أنحاء الحفرية قد تم الوصول الي الأرض الصخرية
على عمق حوالي 2.25م. والمستويات التي تم
الكشف عنها كانت كالتالي:
-03 : يميل الي البني الفاتح ويحتوي على كسر فخارية
متنوعة وبعض الحجارة صغيرة الحجم.
-010: يـغلب علـى مكونـاته الـرماد الـناتـج عـن عمـلية
حرق الـنفايات حيث لـوحظ أن الــعديد
من الكسر الفخارية و عظام الحيوانات عليها آثار
حرق وهذا المستوي يعتبر امتداد لنفس المستوي
الذي تم
الكشف عنه في ح ت
E1-1,7.
-019: ويمثل بقع منتشرة من الرماد تحتوي على عدد من
القطع البرونزية الصدأ وما يحتمل أنه خبث
معادن
ناتج عن عملية تصنيع لم تحدد ماهيتها بعد.
-020: لونه بني وملمسه خشن ومكوناته من الحجارة
الغشيمة صغيرة الحجم وبه بعض من الكسر
الفخارية
والعظمية.
لقد تم الكشف عند الوصول للأرض الصخرية على ما يشبه
الحوض منقور في الصخر جانبيه الشمالي والجنوبي
غير مستويين في الارتفاع ويتجهان نحو الجنوب
الغربي وبلغت المسافة المنقورة بينهما 1.00م
عند الضلع الشمال الشرقي ويبلغ أقصي عمق له
حوالي 0.20م ثم تتسع المسافة تدريجيا نحو
الجنوب الغربي يقل معها العمق حتى يبلغ بعد
مسافة 0.80م حوالي 0.10م. والجدير بالملاحظة
أنه يوجد على الأرض الصخرية مباشرة طبقة من
الطمي ذات لون بني غامق سمكها حوالي 0.02م
تكسو كامل سطح الأرضية وهذه الظاهرة تكررت في
العديد من الحفريات التي تم الوصول فيها الي
الأرض الصخرية ولعلها تكون ناتجة عن السيول
التي سببتها الأمطار.
النتائج
حيث أن المنطقة المستهدف إجراء أعمال التنقيب
فيها لهذا الموسم لم ينقب في كافة أرجائها وأن
غالبية الحفريات التي أقيمت فيها لم يتجاوز
أعماقها المتر الواحد فإن النتائج التي وقفنا
عليها لا تعتبر نهائية وفي انتظار المزيد من
أعمال التنقيب.
فيما يخص الفترة المتأخرة لهذه المنطقة المعاصرة
للمباني المحيطة بها فإن الدلائل الأثرية تميل
كفتها نحو الافتراض الذي وضعناه في بداية
الموسم وهو أنه بات شبه المؤكد أنها كانت ساحة
مفتوحة تشرف عليها هذه المباني من ثلاثة جوانب
وأن الجانب الشرقي مازال غامضًا فحدود أعمال
الحفر في هذا الاتجاه بلغت أقصى امتداد لها
دون شئ بالغ الأهمية عدا ثلاثة جدران غير
متناسقة تتكون من صف واحد وتقوم مباشرة على
التربة الطينية تم الكشف عنها في ح ت 11,D1-1. تتعامد هذه الجدران البسيطة على بعضها عدا الجهة الشرقية
التي تتطلب المزيد من التوسع في هذه الناحية
وعلى كل فإن وجود هذه الجدران لم يساعد في
تقديم أي تفسير بخصوص الحد الشرقي للساحة وان
كانت تعطي تلميحا على عدم مراعاة الناحية
الجمالية في البناء والتركيز على الجانب
الوظيفي، والأهم من ذلك عدم الاهتمام لتخطيط
المباني من جهة و ما مدي انسجامها من جهة أخرى
مع التخطيط العام للمدينة الذي لم يحسم بعد في
مسألة وجوده من عدمه في الفترة المتأخرة
للمدينة.
يبدو أن الساحة قد أخذت شكلها العام منذ بداية
الفترة الرومانية المبكرة، وأن وجودها قد أثر
في تخطيط المباني اللاحقة وأنها قد شهدت في
بدايتها نشاطًا صناعيًا متمثلاً في ما يرجح
أنه فرن لشي الفخار تم الكشف عنه أسفل أرضية
الحجرة
II
من المبني (ج)، والتفسير الأرجح لكثرة الرماد
المنتشر في الساحة وعلى عمق ثابت انه نفايات
هذا الفرن التي كانت تنتج عن عملية الحرق، وان
استخدام الساحة لغرض رمي النفايات قد استمر
حتى في الفترة المتأخرة.
رغم أن الخوابي المكتشفة في ح ت
D 1-1, 13
تبدو مختلفة عن سابقاتها المكتشفة في
المستطيلين
D2, C2
من حيث المونه المستخدمة في التبطين والعمق
وشكل القاع، فإن خوابي هذا الموسم يمكن
إرجاعها إلى نفس الفترة الحضارية، فقد اتضح من
خلال الدراسة المبدئية للقي الفخارية التي عثر
عليها داخل إحدى الخوابي أثناء عملية تنظيفها،
اتضح أن أقدمها تعود إلى الفترة الرومانية
الوسيطة (من منتصف القرن الثاني الي أواخر
القرن الثالث الميلادي). وهذا يتفق مع تاريخ
الخوابي السابقة التي ذكرت آنفًا.
أما الغرض الذي أقيمت من أجله فإن إمكانية
استخدامها لحفظ وتخزين السوائل هو الأرجح وأن
وجود الأمفورا المحطمة داخل الخابية وبها مادة
ربما تكون غذائية لا يمكن الأخذ به على أنها
كانت تستغل لحفظ وتصبير هذا النوع من الأغذية
الذي لم نستطع تحديد نوعه، ويبدو السبب في
وجود هذه الأمفورا داخل الخابية أنها قد سقطت
عن غير قصد. من الملفت للنظر كثرة العثور على
كسر لأواني فخارية كانت تستعمل كمعايير
للحبوب، وهذا يبرز سؤالا عن علاقة هذا النوع
من الأواني بالخوابي المكتشفة هذا الموسم الذي
لا نملك له جواباً إلا في حالة ظهور المزيد
من هذه المعايير في حالة تنظيف الخابيتين
المجاورتين. من المحتمل أن هذه الخوابي كانت
مفصولة بنوع من الحماية الحجرية أو الخشبية عن
الساحة حرصا على نظافتها ولم يستدل على وجود
أية بقايا لنظام الحماية هذا ربما بسبب ما
شهدته الساحة من تحوير وتطوير في فترة لاحقة
عندما أهملت هذه الخوابي وقامت المباني التي
نراها في شكلها الحالي.
لقد تبين من خلال بعض عينات التربة التي تم
استخلاصها من توضعات أثرية معينة لعدد من
الحفريات بعد إجراء عملية الطفو عليها، تبين
أن الزيتون كان من ضمن المواد الغذائية
المستهلكة في الموقع أثناء الفترة الرومانية
المتأخرة، ويدل حجم النواة السليم أنه من نوع
زيتون المائدة ولا يوجد دلائل على جرشه
لاستخراج الزيت منه، كما تشير بعض البذور
الأخرى المتفحمة إلى وجود العنب ضمن قائمة
المواد الغذائية في الموقع. بالنسبة للعظام،
فإن نظرة عامة للعينات التي عثر عليها توضح أن
غالبية مصادر اللحوم كانت تأتي من الماعز
والضأن والأبقار والدواجن، وهناك بعض الأدلة
تؤكد وجود الحصان والحمار ومن غير المحتمل أن
يكونا قد استغلا كمصدر للغذاء لعدم وجود أية
آثار قطع بآلة حادة على العظام القليلة التي
وجدت في حالة متكاملة، ويبدو أن هذين
الحيوانين قد استغلا في النقل والمواصلات وإن
كان وجودهما داخل حدود المدينة المسورة لا يعد
أمراً مقبولاً، ومن المرجح أن الظروف السائدة
في تلك الفترة لم تدفع السكان فقط الي
الاحتماء بأسوار المدينة بل جلبوا معهم
حيواناتهم أيضًا، وهذا بالتالي انعكس على نظام
وتخطيط المدينة؟، وأثر سلباً على النواحي
الاقتصادية والاجتماعية للسكان في هذه الفترة
الحرجة من تاريخ المدينة المتأخر.
ليس من السهل معرفة الشكل الذي كانت
عليه هذه
المنطقة في الفترة الهللنستية نظرا لعدم
النزول عمقا في غالبية الحفريات، فالجدار الذي
كشف عن جانب منه في ح ت
D1-2, 9
وجد ما يمكن أن يكون معاصر له ناحية الجنوب
الغربي في المجس الذي أقيم في الحفرة
VI
من المبني (أ) الذي أمكن تأريخه على نحو موثوق
إلى هذه الفترة بناء على مصباحين من ذوات
الأنف المفلطح
flat-topped nozzle
(Bailey
1985, 19, C94)
كانا قد عثر عليهما أسفل هذا الجدار، وعمومًا
فإن تكوين صورة واضحة لهذه الفترة التي يعلوها
شواهد متأخرة جعل الوقوف على أثر مخططها أمراً
بالغ الصعوبة، وأن ذلك لا يتأتى إلا بإتباع
أسلوب التنقيب الأفقي الذي يهدف إلى فهم كل
فترة على حده بشكل أفقي متوسع وبعدها يتم
النزول إلى الفترة الأقدم، وبمعني أقرب فإن
الموقع يقشر من أعلى إلى أسفل لمعرفة أنواع
النشاطات التي شهدها الموقع بشكل أفقي والتغير
الزمني والتطور الذي طرأ بشكل رأسي.
فيما يتعلق باللقي الأثرية وبالأخص الفخارية منها،
فقد شكلت السواد الأعظم ضمن ما عثر علىه هذا
الموسم وغالبيته من الفخار الخشن مثل الجرار
التي تستخدم في حفظ ونقل السوائل (الأمفورات)،
وأواني الطهي، والأباريق المتنوعة المحلية
والمستوردة، وكما هو واضح من خلال هذه اللقي
فإنها تقترن بأماكن ذات طابع سكني وتجاري
صناعي، وهي بالتالي تؤكد وتدعم النتائج التي
خلصت إليها الحفريات السابقة، ونحن في أمس
الحاجة لما توصلت إليه دراسة الفخار بأنواعه
ومصادره وكمياته حتى يتم تكوين صورة متكاملة
عن العلاقات التجارية التي كانت تربط توكرة
بحوض البحر المتوسط وانعكاس ذلك على الحالة
الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على صناعة
وتجارة هذا النوع من البضائع في الفترة
الرومانية المتأخرة. يجدر بالملاحظة هنا أن
هذه النتائج التي استنبطت بشكل عام من اللقي
الفخارية غير حاسمة وفي انتظار الدراسة
الشاملة التي ستلقي المزيد من الضوء على مثل
هذه الأمور.
شكر وعرفان
إنه لمن دواعي السرور أن أسجل عظيم الشكر و
الامتنان إلي كل الزملاء الذين شاركوا في
أعمال هذا الموسم حيث كان لجهدهم المبذول
الأثر الكبير في تطبيق البرنامج العملي على
أكمل وجه. إن مساهمة الأخ يوسف بن ناصر مندوب
مراقبة آثار بنغــازي لم تكن محدودة فإلى جانب
إشرافه على العمل الميداني فإنه لم يدخر جهدا
في تدريب الطلبه على التصوير الضوئي، فله عظيم
الشكر والامتنان. وافر الشكر والتقدير للمعيد
صالح العقاب على تفانيه في أداء العمل المنوط
به في الإشراف الميداني والتدريب المســـاحي
وأعــــمال الرسم. كما ساهم المعيد الحسن
ميكائيل مساهمة فعالة في الإشراف على العمل
الميداني إلى جانب قيامه بأعباء الأمور
الإدارية للموسم. عظيم الشكر والامتنان لطالب
الدراسات العليا أحمد سعد على جهوده العظيمة
في تسيير العمل الميداني ومساهماته التي كان
لها الدور الكبير في تنفيذ البرنامج التدريبي
لهذا الموسم.
إن المقام هنا لا يسمح بتقديم الشكر والعرفان
للسيدين الفاضلين محمد خير ومعمر غومه ويكفي
القول انهما كانا كل شيء وسيظل نبلهما وطيب
معشرهما مرتبطًا بأريج وعبق وأطلال هذه
المدينة الخالدة. جزيل الشكر للأخ أحمد الغالي
على صبره وتحمله واستعداده الدائم في أداء
عمله ليلاً كان أم نهارًا.
عظيم الشكر والامتنان إلى جميع الأخوة بمكتب آثار
العقورية ومدير مكتبها الأخ فتحي العبيدي على
ما بذلوه من جهد وحسن ضيافه. جزيل الشكر
والامتنان للأخ فرج الحاسي مدير فرع تشغيل
وصيانة مرافق ومنافع البلدية بالعقورية على
تزويده للحفريات بآلة نقل الأتربة وكعادته
دائما فانه لم يدخر وسعا في تقديم العون
والمساعدة في سبيل إنجاح المواسم التدريبية.
أدين بشكل خاص بالشكر والعرفان للدكتور عبدالله
الهمالي أمين اللجنة الشعبية للكلية وتفضله
بزيارتنا في ميدان العمل واطلاعه عن كثب سير
أعمال التنقيب، وعرفان آخر لن ينسي أتي من
خلال الزيارة العرضية الكريمة للدكتور عبد
المطلوب الطبولي الأمين المساعد للشؤون
العلمية بالكلية وما أبداه من تحمس للعمل
الميداني ولا ننكر أن هذه الزيارة كان لها
وقعًا عظيما في نفوس جميع المشاركين، وانا
لنقدر كثيرا هذه اللفتة الكريمة فلهما عظيم
الثناء والشكر.
أتقدم بجزيل الشكر للدكتور محمد الدويب أمين القسم
على ما بذله من جهد في إقامة الموسم والأستاذ
عبدالله الرحيبي على تشجيعه الدائم لضمان نجاح
الموسم والأخ إبراهيم الطواحني مراقب آثار
بنغازي على تفهمه وحرصه على إقامة هذه المواسم
التدريبية، وأقدم شكري أيضا للأستاذ فؤاد بن
طاهر على تشجيعه ومؤازرته للعمل الميداني.
للدكتور فرج الراشدي التقدير على زياراته بين
وقت وآخر وتتبعه لسير العمل الميداني.
أخيرًا وليس أخراً لأن كان قد بدر سهو أو نسيان في
عدم ذكر أي شخص ساهم في إقامة الموسم فإني
أقدم له سلفا شديد اعتذاري، وأحب أن أؤكد أن
مثل هذه المواسم لا يمكن أن تتم إلا بالعمل
الجماعي فللجميع الشكر والثناء وليوفقنا الله
جميعا الي خدمة وطننا المعطاء.
أ. أحمد مصطفي أبوزيان
إلى
الأعلى
[رجوع]