الصفحة الرئيسيةالقسم في سطورأعضاء هيئة التدريسالدراسة الجامعيةالدراسات العلياخريجوا القسمنشاطات القسمحفريات القسمالرحلات العلميةمكتبة القسممعمل القسمذاكرة القسممعرض الآثار الليبيةأخبار القسممواقع مفيدة

 

الموسم التدريبي ربيع 2006

 

تقرير أولي حول أعمال التنقيب التدريبية لطلبة

السنة الثالثة بمدينة توكرة الأثرية

(ربيع 2006)

 

 

في الفترة :26/02 –15/03 -2006

 

 

إشراف وإعداد:

 

أ. أحمد مصطفى أبوزيان

 

بمشاركة وعضوية:

 

د. فؤاد حمدي بن طاهر      أ. الحسن محمد ميكائيل      أ. أحمد سعد ميلود

 

استمرار أعمال التنقيب في المربع E229

كانت أعمال التنقيب قد بدأت في جزء من هذا المربع خلال الموسم التدريبي الماضي الذي أجرى في الموسم الماضي، وبعد الوصول إلى أرضية الحركة (5) المركبة من تربة طينية مدكوكة اقتصرت عملية التنقيب على مجسين حددا ضمن نصفي الحفرية الغربي والشرقي، وفيما بعد تركز العمل في هذا الأخير الذي منح الرمز A، أسفرت إثرها أعمال التنقيب عن إزالة اثنا عشر من المحتويات المتباينة في التركيب والنوعية، وكان أخر ما تم الوصول إليه بحلول نهاية الموسم المحتوى رقم (23) (راجـع تقرير شتاء 2004)، ومع بـداية أعمـال الموسم تقرر مواصلة التنقيب الرأسي في المجس A حتى الأرض الصخرية، وقد نجم عن مواصلة أعمال التنقيب لهذا الموسم تنقيب المحتويات التالية:

- المحتوى (24): اتسم بتربة طينية مفككة بها عديد من الحجارة الصغيرة ومتضمنة على القليل من الشقف الفخارية.

- المحتوى (25): تميز بلون تربة تميل إلى البرتقالي الغامق بها بعض الحجارة الصغيرة مع وجود عدد من كسر ملاط من النوع المانع للتسرب opus signinum المستخدمة غالباً كبطانة للأحواض والخوابي التي ترتبط بأنشطة صناعية للسوائل تحديداً الزيت والنبيذ. من بين اللقى الأخرى كانت بعض الكسر من الطوب الحراري وشقفة من زير.

- المحتوى 26: تربة مفككة بلون بني غامق بها عدد من الشقف الفخارية من بينها قاعدة لمصباح، مع ملاحظة بداية ظهور كسر بطانة جدران بلون أبيض وأخرى ملونة fresco منها ما هو أحمر قاني وأخرى بأخضر غامق.

- المحتوى 27: ذو لون تربة قريب من الأحمر الفاتح بدرجة تماسك أقوى من المحتويات سالفة الذكر، يتضمن بعض الشقف الفخارية مع استمرار ظهور الكسر الملونة لبطانة الجدران وكذلك الكسر الملاطية إلى جانب أجزاء صغيرة من قوالب الطوب الحراري والقليل من كسر العظام الحيوانية.

- المحتوى 28: من تربة بنية غامقة مفككة بها العديد من شقف الفخار الذي ينسب أغلبه إلى أواني للطهي، مع وجود كم محدود من كسر العظام الحيوانية.

- المحتوى 29: تربته طينية متماسكة مختلطة بقليل من الرمل بلون ينزع في عمومه إلى البني الفاتح. هناك ندرة ملحوظة في اللقى الأثرية عموماً.

- المحتوى 30: تربة طينية متماسكة بعض الشيء مختلطة بالعديد من الكسر الملاطية شبيهة بتلك التي عثر عليها في المحتوى (27) دون أن يكون هناك أي أثر لبقايا تكسية للجدران.

- المحتوى 31: يتكون من تربة طينية فاتحة متماسكة تتخللها بعض الكسر الحجرية المتوسطة وتندر فيها اللقى الأثرية حيث عثر على جزء من مقبض من الفخار الأسود اللماع ربما تعزى للفخار الكمباني وآخر من الفخار الخشن مع شقفتي بدن. بانتهاء هذا المحتوى بدت تتكشف الأرض الصخرية وكان ارتفاعها عن مستوى سطح البحر بعمق إجمالي للمجس A بلغ 2.50 متر، وبدأ السطح طبيعي خال من أية إشارة استيطان. 

 

أعمال التنقيب في المربعين E213 و E214 (شكل 1)

يجب الإشارة أولاً إلى أن أعمال التنقيب في الحفرية التي أجريت في المربعين E213 و E214 كانت قد توقفت الموسم السابق عند المحتوى (17) الذي يتضمن بالإضافة إلى الردميات المؤلفة من تربة طينية وكسر الفخار الخشن به كتل مجرية ضخمة يبدو أنها منهارة من الجدار الغربي للحجرة 3 من المبنى الروماني RB ويحتوى كذلك على كسر ملاط منهارة من المصطبة (22). وقد لا حظنا عند زيارتنا للموقع قبل البدء في أعمال التنقيب لهذا الموسم أن هناك هبوط وفراغات حصلت في هذه الحفرية نتيجة لعوامل طبيعية حدثت بعد ترك الموقع، وهذا ما شجعنا على مواصلة أعمال التنقيب في هذه الحفرية.

 

تقع الحفرية إلى الغرب مباشرة من الحجرة 3 من المبنى الروماني RB بحيث يشكل الجدار الغربي لهذه الحجرة ضلع الحفرية الشرقي، ويشكل الطرف الجنوبي المنهار من المصطبة المملطة (22) ضلعها الشمالي، ويشكل الجدار المعمول من الكتل الحجرية الضخمة (40) المطل على أحد الشوارع العرضية بالمدينة الذي سبق الكشف عنه في موسم عام 1992 ضلعها الجنوبي، أما ضلعها الغربي فهو على بعد 3.25م من ضلعها الشرقي، بمعنى أن الحفرية شبه مربعة أبعادها 3.25م × 3.10م.

 

تبين من خلال أعمال التنقيب في المحتويين (24) و (25) الواقعة أسفل المحتوى (17) وكذلك بعد إزالة أنقاض من الكتل والألواح الحجرية من المحتوى (17) أن هناك تشكيل معماري مستطيل الشكل تقريباً نفذ جزء من جدرانه بحجارة صغيرة الحجم شذبت من واجهاتها الخارجية

شكل 1: مخطط عام لمكتشفات موسم ربيع 206

 

ووضعت في صفين متوازيين وملئ الفراغ بينهما بحشوة من طين وحجارة صغيرة، وقد بلغ طوله 0.90م وظل منه تسعة صفوف بارتفاع نحو 1.20م. الجداران الجنوبي والشمالي معشقين في الجدار الغربي غير أنه لم يبق من امتداد الجدار الجنوبي تجاه الغرب سوى 0.30م، ولم يزل من امتداد الجدار الشمالي تجاه الغرب سوى 0.40م، أما الجدار الغربي فمعالمه غير واضحة تماماً حيث لا يوجد من حجارته في مواضعها الأصلية المعمول منها سوى القليل. 

 

كما تم الكشف على جدار (41) يشبه تماماً الجدار (40) المقام من كتل حجرية ضـخمة بلغ مـتوسط أبعادها 1.50م × 0.50م × 0.80م، شذبت وصفت بعناية وإتقان، ويمـتد هذا الـجدار

غرباً موازياً للجدار (40) ويقع أسفل المصطبة المملطه (22) وبالتحديد عند نهاية طرفها الجنوبي المنهار (شكل 2)، وقد بلغ الطول المكتشف من الجدار من الجدار (40) 2.60م، في حين بــلغ

 

شكل 2: إزالة الأنقاض RW17 وبداية الكشف عن الجدار RW41 ويبدو الجدار 40 RW في مقدمة الصورة.   نحو الشمال. الشاخص 0.50م.

 

الطول المكتشف من الجدار (41) أكثر من 3.00م. وبالنظر إلى مادة البناء وحجمها وطريقة التشييد يمكن القول أن الجدارين (40) و (41) متزامنين. ومن المفيد ذكره هنا أن كليهما شيدا على أساسات تقوم على الأرض الصخرية مباشرة، وهى في مجملها ليست على نفس مستوى أساسات الجدارين الغربي والجنوبي للمبنى RB مما يدفعنا إلى القول بأن الجدارين (40) و (41) والمبنى الروماني لا ينتميان إلى فترة حضارية واحدة.

 

تبين أن الكتلة الثانية من الجدار (40) باتجاه الغرب قد نقر طرفها الغربي وقطع جزء منها على شكل حرف U ليشكل شبه قناة تسمح الاتصال بالتشكيل المعماري RW57 مستمرة شمالاً في شكل مجرى من حجارة صغيرة صففت بانتظام، وقد كان الجزء المكتشف من هذا المجرى  بطول 1.30م وعمق 0.40م، وقبل متابعة الحديث عن المكتشفات المعمارية علينا أن نشير إلى أنه تم الكشـف بالقرب مـن الركـن الشمالي الشرقي للحفرية على طبقة من رماد وآثار حرق 46RW، كما تم الكشف على طبقة مماثلة من رماد وآثار حرق 47 RWعند الركن الجنوبي الغربي للحفرية وهذه الأخيرة كانت على نفس مستوى أرضية حوض مبطن 29 RWكشف عنه عند الركن الشمالي الغربي للحفرية (شكل 3). ومن المفيد الإشارة إلى أن هذا الحوض 29RW  في حالة سيئة للغاية ولم يبق منه سوى ركنه الشمالي الغربي وجزء من جانبيه الشمالي والغربي، وبلغ أقصى عمق باق منه 0.40م.

شكل 3: بقايا الحوض 29RW. نحو الغرب. الشاخص 0.50م.

 

بمواصلة أعمال التنقيب عمقاً أتضح أن التشكيل المعماري RW57 يقوم على الأرض الصخرية، كما هو الحال بالنسبة للجدارين (40) و (41) لكنه تبين أن جداري التشكيل المعماري يقومان على أطراف حفرة عميقة نقرت في الأرض الصخرية. هذه الحفرة أزيلت منها ردميات بعمق مترين ولم يتم التوصل بعد إلى قاعها.

 

تشير المعطيات التي بين أيدينا إلى أن الجدارين (40) و (41) متزامنين ولهما علاقة بالتشكيل المعماري RW57 وذلك من خلال القناة التي تربط بينهما، بالإضافة إلى كونهما يقومان على الأرض الصخرية، وبما أن التشكيل يقوم على أطراف الحفرة العميقة المقطوعة في الصخر فإن العلاقة تبدو وطيدة بين هذا التشكيل والحفرة وبالتالي مع الجدارين (40) و (41). ويمكننا القول أننا بصدد الكشف على إحدى حجرات الصرف لأحد الشوارع العرضية الرئيسة التي تقطع مدينة المدينة من الشرق إلى الغرب في فترة على الأرجح قبل أن تأخذ تخطيطها الروماني الحالي استناداً على ما أمدتنا به ردميات التشكيل من لقى تنسب إلى الفخار الميجاري والقاناثي.

 

بما أن العثور على عدد لا بأس به من الحجارة الاسفينية الشكل والألواح الحجرية يمكننا القول أن التشكيل المعماري ربما كان مقبياً ويمثل الجدارين (40) و (41) إطاراً خارجياً لهذا السقف المقبي. كما يجب أن ينظر إلى الحوض المملط (29) وطبقات الرماد وآثار الحرق (46) و (47) على أنهما متعاصرات ويشكلان مرحلة نشاط متأخرة عن غرفة تصريف المياه.

 

لقد أسفرت أعمال التنقيب في المربعات المجاورة E214 و E206 و E208 عن الكشف على خابيتينRW50  و RW59 تقعان ضمن إطار معمول من كتل حجرية تبين أن الجدار (41) قد أستغل كإطار من ناحية الجنوب ليكون مع جدارين آخرين من الجانبين الغربي والشمالي حجرة تأوي هاتين الخابيتن (الضلع الشرقي لم يحدد) مع وجود تبليط حجري فج بعض الشيء RW53، يشكل أرضية هذه الحجرة. فيما يخص اللقى الأثرية التي تم العثور عليها من عملة ومصابيح (شكل 4)، وأواني فخارية مميزة وكذلك المستويات المتباينة التي وجدت عليها هذه المعالم فإنها تشير إلى أن الخابيتين تؤرخا الفترة الرومانية المبكرة "القرنين الأول والثاني الميلادي" بينما يمكن أن تعود غرفة التصريف إلى فترة أسبق حيث أن أقدم اللقى الأثرية خاصة كسر الفخار الميغارى والقاناثي تؤرخ بالعصر الهللينستي، وهذا إشارة إلى وجود فترتين حضاريتين مختلفتين مع افتراض استمرار استخدام حجرة التصريف أثناء عملية التصنيع اللاحقة التي على الأرجح لها صلة بإنتاج النبيذ.

جزء من مصباح عثر عليه في E 206 RW 37

 

استمرار أعمال التنقيب في الحفرية RW E206

 

كانت أعمال التنقيب قد بدأت في جزء من هذا المربع خلال الموسم التدريبي الماضي الذي أقيم في شتاء 2004، وتم الاتفاق على استمرار أعمال التنقيب فيه خلال هذا الموسم وذلك باستمرار التنقيب عمقاً في نفس المساحة التي نقبت خلال الموسم الماضي إذ ربما سيسفر ذلك عن الكشف عن أية شواهد معمارية.

 

من خلال أعمال التنقيب تم الكشف عن صف من جدار مشيد من حجارة رملية RW54 يتجه من جنوب حدود المربع E214 بالقرب من ضـلعه الشمالي ويمتد باتجاه الشمال داخل المربع E206 متعامداً في زاوية قائمة مع جدار آخر يمتد من الغرب إلي الشرق RW55 خارج حدود المربع ليتعامد على الجدار الغربي للحجرة رقم 1 للمبنى RB.

 

 ختاماً، بعد هذا السرد الموجز لمجريات أعمال التنقيب وما أسفر عنها من مكتشفات يمكن القول عموماً أن المعلومات التي أمدتنا بها تلقي المزيد من الضوء حول تخطيط المدينة في الفترة التي سبقت التخطيط الروماني الحالي الذي لم يبق من معالمه سوى الجانب الشمالي من مبنى الجمنازيوم الهللينستي الذي أملى تخطيط الشارع العرضي الرئيس Decumanus Maximus الذي يصل بين البوابة الشرقية والبوابة الغربية، وهناك إشارة أخرى عن التخطيط المبكر للمدينة بمحاذاة شاطئ البحر عند إنشاء الميناء الصناعي لها.

 

أما الجانب الآخر فله كبير قدر من الأهمية في دراسة الجانب الاقتصادي للإقليم خاصة ما يتعلق بإنتاج النبيذ والزيت الذي لم يلق لغاية الآن الاهتمام الذي يستحقه. الأدلة المتوفرة لدينا حالياً في توكرة على وجه الخصوص تشير إلى وجود نشاط صناعي واسع لإنتاج النبيذ من الواضح أنه كان يتعدى احتياجات المدينة بفائض قد وجد طريقه عبر الإقليم وربما حتى خارجه ولكن هذا في حاجة إلى مزيد من التقصي والدراسة خاصة ما يتعلق بدراسة الأمفورات والتأكد من وجود أنواع مصنعة محلياً يمكن اقتفاء أثرها سواء في الإقليم أو خارجه.

 

شكر وتقدير 

أتقدم في خـتام هـذا الـتقرير بالشكر والتقدير للأسـتاذ/ أبراهيم الطواحني مراقب آثار بنغازي، وجميع الأخوة العاملين في إدارته على مساعداتهم الجمة في سبيل إقامة هذه المواسم التدريبية. كذلك أتـقدم بـوافر الامتــنان للأخوين فتح الله خليفة إدريس ومحمد التواتي بوشاح المعيدين بقسم الآثار بجامعة عمر المختار اللذين أخذا على عاتقهما هذا الموسم عناء استمرار أعمال الحفظ والترميم التي بدأت في المبنى RB منذ موسم ربيع 2004. يشمل الــشكر الأخـوة بمــكتب منــطقة آثار الــعقورية عـلى ما أبـدوه من تجـاوب وتــعاون فـي إقامــة الحــفريات. وافـر التـقدير للأسـتاذ محـمد عطيةالله الـشلماني منـدوب الـمراقبة على مسـاندته وتشجيـعه للعمل الميداني. وافر التقدير والاحترام للعمين الفاضلين محمد خير ومعمر غومة لما بذلاه من عظيم جهد طوال أيام الموسم. الشكر الجزيل لكل من الأخ المبروك العماري لمشاركته في العمل الميداني والأخت نجاة احمودة لمشاركتها في معالجة اللقى. 

أخيراً، خالص التقدير لبـعثة الآثـار البريطانية العامـلة بمديـنة يوسبـيريدس الأثـرية عـلى الســـماح لي باسـتخدام جــهاز المناسيب وبــــعض الأدوات الخاصة بالـتنقيب والـرسم الـميداني.

أ. أحمد مصطفى بوزيان

المـشرف العـام للحـفريات

ملاحظة :

كما انه من الضروري الاشارة الى مساهمة أ. منى خليفة بالخير(منسقة القسم) التي اشرفت على الطالبات بحضورها اليومي و متابعتها لشؤونهن و ما يعترضهن من مشاكل ، فلها كل الشكر و التقدير ، كما ان امانة القسم و على رأسها امينه يجدر تقديم الشكر لهم ، فقد قام امين القسم  بتذليل الصعاب و الاشراف العام على سير الاعمال التدريبية اثناء زياراته شبه اليومية الى مدينة توكرة الاثرية ، اضافة الى ما قدمه من شروح للطلاب في معالجة اللقى الاثرية و تقديم التوجيهات المناسبة للمشرفين على المعالجة ، والتجول بالطلاب بين آثار المدينة . وهذه كلمة حق يجب ان تقال .

أ. خالد محمد الهدار

امين قسم الآثار

 

 

إلى الأعلى

[رجوع]