الموسم التدريبي عام 2000
تقرير أولي حول أعمال التنقيب التدريبية لطلبة
السنة الثالثة بمدينة توكرة الأثرية
(شتاء 2000)
في الفترة : 04/11 - 16/11/2000
إعداد:
أ. أحمد مصطفى أبوزيان
بمشاركة
د. فؤاد حمدي بن طاهر أ. خالد محمد
الــهدار
أ. أحـمد سعـد ميلـود أ. صالح رجب
العقاب
أ. الحسن محمد ميكائيل
توطـئة:
تركزت أعمال التنقيب في الموسم الماضي (شتاء 99)
على المبنى
RB،
ومن أهم المسائل التي حظيت بالاهتمام تلك المتعلقة
بالحدّ الشمالي للمبنى الذي كانت تكتنفه شجيرات
العوسج وتغطيه بالكامل كمّية هائلة من الحجارة
الغشيمة الصغيرة والمتوسطة التي يتخللها نسبة
متسللة من التربة الطينية (شكل 1). بعد عـملية
تـفريغ الـحجارة من الـتربة الطينية.
شكل 1: جزء من الجانب الشمالي للمبنى
RB.
نسبة من الحجارة الأعشاب
وطبقة. نحو الجنوب.
(م5-ل27).
تجسمت هذه الحجارة وبـعد معـاينتها بدقة، بات من
الواضح خـلوها من أية عناصر معمارية، منحت الرقم
121 و شرع في إزالتها. من المرجح أن هذه الحجارة
التي تغطي المربعات
F228, F227, F226, F220, F219, F218
قد جاءت نتيجة استغلال جزء من المنطقة المحيطة في
الحرث الموسمي الذي ربما يرجع إلـى بداية القرن
العشرين أو حتى قبل ذلك. من الملفت للنظر عند
إزالة المحتوى 121، وجود طبقة من التربة الطينية
المفككة تتضمن نسبة لا بأس بها من الحجارة الرملية
والجيرية متوسطة الحجم ومشذبة من واجهاتها
الخارجية وهناك ميل كبير في اعتبارها انهيارات
لجدران حجرات، هذا وأعطي لها الرقم 125. بدت بعض
التقسيمات تظهر بشكل جلي وواضح من بين أنقاض
الحجارة (125) حيث أفضت أعمال التنقيب إلى الكشف
عن خمس حجرات وفناء، إضافة إلى تكوينين معماريين
شبه دائريين وبقعة يتراكم فيها بشكل ملفت للنظر
كمية من قوالب الطوب المحروق (179).
كان من أهم النتائج التي خلصت إليها أعمال التنقيب
لموسم شتاء 99 الكشف عن الحدّ الشمالي للمبنى
RB،
كما أن الكشف عن المزيد من الحجرات رفع من الحصيلة
بحيث بلغ مجـملها حالياً خمس عشرة حجرة مع ملاحظة
أن التقسيمات الداخلية غير محسوبة (الحجرتان
XIII, XII)
إذ أنهما منحتا ترقيماً فرعياً يبقي على نفس الرقم
الرئيسي مع إضافة حرف
A
أو
B.
فيما يتعلق بالحجرات الخمس الإضافية،
المكتشفة في الجانب الشمالي من المبنى، كان من
الواضح أنها مرت بأكثر من فترة حضارية رغم عدم
استكمال تنقيبها. آخر فترة حضارية (ربما ترجع إلى
ما بعد الفتح الإسلامي) تمثلت في الحجرة
XI
حيث شهدت قفلاً لمدخلها الغربي المطل على الفناء
وقفلاً آخر لمدخلها المؤدي للحجرة
X
وأصبح مدخلها الواقع ضمن جدارها الشمالي هو
الوسيلة الوحيدة لاستعمالها، مع ملاحظة أن هذا
المدخل كان يشكل حلقة الوصل للحجرة
XII
الواقعة إلى الشمال مـباشرة التي نـرى أنها في
هـذه الآونة قد أضحت غير مستخدمة شأنها شأن باقي
الحجرات
XV, XIV, XIII.
الحجرة
XII
كانت تتضمن مدخلاً في الجدار الشرقي من المبنى
الذي يمثل أيضاً أحد أضلاعها. من المرجح كذلك أن
الحجرة
XIII
قد مرت بنفس الإجراء حيث أقفل مدخلها الواقع في
الجدار الشمالي للمبنى. نجم عن هذا التعديل أن
الحجرتين
XIII, XII
قسمت كل منهما إلى جزأين بجدار فاصل فج. الحجرة
XII
بقسميها الشرقي والغربي
B, A
على التوالي حجمهما شبه متقارب ويحتوي الجدار
الفاصل بينهما على مدخل، في حين أن تقسيمي الحجرة
XIII
لم يكن كذلك، حيث جاء القسم الشرقي
A
أقل حجماً، مع الإشارة إلى عدم التمكن من معرفة
الكيفية التي كان يتم بها الولوج لها وإن كان هناك
ملامح قفل لا تبدو مقنعة عند النهاية الشرقية
لجدارها الجنوبي. أيضاً أقفل المدخل على الضلع
الشرقي للحجرة
XIV
الذي كان يفضي إلى الساحة الخاصة بالحجرتين
XIII , XI.
من الظواهر الشائقة التي تم الكشف عنها
سلم من درجتين (188) قد يعد دلالة على أنه كان
يوجد طابق ثان، وهي تحاكي في أسلوب تنفيذها
السلالم والبسطة (60،61) (شكل 2)، الموازية لها
مباشرة ناحية الجنوب بوضع فيه تناظر وانسجام دون
وجود أي فاصل بينهما.
شكل 2: يبدو في الصورة الدرج
(60، 61)،
الكتلة (62) بها فتحة (64) لتثبيت
دعامة خشبية. نحو الجنوب. (م5-ل26). الشاخص 1 متر.
خـطة العمـل المـيداني لهذا الموسم:
بالنظر للجدول الزمني المقترح لإنهاء أعمال
التنقيب في غضون الثلاث سنوات القادمة، فقد
ارتأينا أن يستمر تركيز العمل في المبنى
RB، ويقتصر بحثنا وتقصينا حتى الحدّ الأفقي الذي وصلت إليه أعمال
التنقيب وذلك للتوفيق بين قدراتنا المتاحة والوقت
المتبقي وعمل حساب لما تتطلبه أعمال معالجة اللقى
وتحليل المكتشفات من جهد ووقت.
يوجد العديد من الظواهر تم الكشف عنها
الموسم الماضي لم تنقب بعد، لذا فإن أول ما
استهدفته أعمال هذا الموسم هو الخوض فيها لما
تمثله من حلقة وصل هامة حول وظيفة المبنى السكنية
والصناعية في الفترة الرومانية المتأخرة وهذه
الظواهر كالتالي:
1- الإطار شبه الدائري (136).
2- الأنقاض المتراكمة من قوالب الطوب
المحروق (179).
3 – التشكيل (181).
4 – المجرى (187).
5- البئر (137).
صاحب ذلك بعض أعمال التقصي في الحجرات التي
تم الكشف عنها الموسم الماضي وذلك لتحديد معالمها
والوقوف على إمكانية تضمنها لأية أثاث أو تقسيمات
داخلية. كذلك بذل اهتمام
كبير في تنظيف الباحة المكشوفة التي تطل
عليها حجرات المبنى باستخدام المالج والفرشاة،
وذلك لمعرفة كم من فناء تظمنته، وما إذا كان يوجد
بينها صلة. تم إجراء المزيد من أعمال التقصي على
الجانب الغربي للمبنى والتحقق من وجود مـدخل عليه
وكذلك على الركن الشمالي الغربي للمبنى للتأكد من
مسألة اعتبار الجدار (143) الحدّ الشمالي للمبنى
وتحديد ماهية الأنقاض المحصورة بينه وبين الجدار
الشمالي للحجرة
XIV.
أجريت بعض أعمال السبر على جانبي الغلق (225)
الموجود في النهاية الشمالية لما أطلق عليه
"المجاز الغربي" للوقوف على العلاقة بين أرضية
المجاز (194) والأرضية (220) الممتدة مباشرة شمال
الغلق (225).
مـجريات العـمل
الإطار شبه الدائري (136): (شكل 3)
يقع مباشرة خلف الجدار الشمالي للحجرة
I ، وقد أقترح في البداية على تنقيب نصف الردميات التي بداخله،
حيث يستفاد من النصف المتبقي في قراءة التسلسل
الطبقي ومعرفة الفترات التاريخية التي شهدها
الإطار. استقر الرأي على تنقيـب النـصف الشمالي
متبعين في ذلك نـظام الشرائح – 25 سم لكل شريحة-
ويضاف إلى الرقم الرئيس للردميات 135 حرف لاتيني
لكل شريحة ( الشريحة الأولى 135
A). هذا وقد أسفر العمل على إزالة ثمان شرائح متشابهة التركيب،
يتخللها بوضوح ثلاثة مستويات من تربة رمادية اللون
تميل إلى الاخضرار، تتضمن نسبة عالية من المتفحمات
وبقايا العظام الحيوانية والكسر الفخارية، أكدت في
مجملها أنها نتجت إثر فترات استخدام. بعد استكمال
تنقيب هذا القطاع أمكن تحديد ثمانية محتويات توضعت
بتتالي منتظم تم معاينتها ورسمها ووصفت على النحو
الآتي:
-
Aتربة
طـينية رطبة، ذات لـون بني محمـر تتضمن القليل من
الكسر الفخارية مع نسبة
من الحجارة المشذبة بعضها يـأخذ شكـل إسـفين
وربما تعتبر إشارة إلى أن فتحـــة الغرفة كان
يعلوها غطاء على قبة رغم أنه لا يوجد أية دلالة
على أن جدار الغرفة ينحني إلى الداخل حتى عند
نهايته العلوية.
-B
بقعة ذات لون رمادي مخضر من المرجح أنها تمثل
بقايا عضوية متحللة نتجت عن استخدام الغرفة. بها القليل من الكسر
الفخارية.
-C
تربة رمادية مخضرة. مركباتها تشبه تلك الموجودة في
الشريحة
B،
مع ملاحظة تضـمنها للعديد من كسر العظام الحيوانية
وحجارة حجمها من متوسط إلى صغير.
-D
تربة طيـنية ذات لون بني محمر، رطبة وتشتـمل عـلى
كمية من الحجارة غير المنتظمة متوسطة وصغيرة وقد لوحظ غنى
الشريحة بالمتفحمات.
-E
تشـبه تماماً الشريحة
B
، مع ملاحظة أن الجزء السفلي به قدر من الكسر
الفخارية العظمية الصغيرة.
-
Fتشبه
D وكثر فيها المتفحمات.
-
Gتشبه
التوضع
B.
يلاحظ وجـود نسبة من المتفحمات والكسر الفخارية.
جديـر بالذكر أنههناك بعض الحجارة الصغيرة قليل
منها عليه أثار حرق.
-
Hتشبه
التوضع
B،
إلا أنه يتميز بكثرة الكسر العظمية الدقيقة ونسبة
عالية من قشور البيض، والشريحة بشكل عام تأخذ طابعاً هشاً للغاية
بتركيبة حبيبية ولون أخضر ضارب إلى الصفرة. هذه
الشريحة لم يتجاوز سمكها 0.12 متر، وبالتحديد في
الناحية الشرقية وذلك بسبب انحدار الأرض الصخرية
بهذا الاتجاه.
شكل 3: غرفة التصريف (136). يلاحظ
إلى اليمين فتحة الاستقبال ملاصقة للجدار الشمالي
للحجرة
I.
نحو الشرق. ( أ س 1-ل19). الشاخص 1 متر.
بالوصول للأرض الصخرية تبين أن أقصى عمق
للغرفة يبلغ حوالي 1.77 متر. الجدار منفذ بشكل
متقن بحجارة رملية وجيرية متوسطة الحجم واجهتها
مشذبة إلى حدّ ما وأضلاعها غير متساوية جاءت
مترابطة في صفوف شبه أفقية تثبتها مونة من تربة
طينية.
ليس هناك أية فتحات تصريف ضمن جدار الغرفة
عكس ما يشاهد في القبوين اللذين يقعان ناحية الشرق
ضمن مجموعة المباني المجاورة التي تم الكشف عنها
في مواسم سابقة.
يبدو من الواضح أن هذه الغرفة كانت على صلة
بالحجرةI المتاخمة لها ناحية الجنوب (على الأقل في أحد فتراتها –أنظر
أدناه-)، إذ يلاحظ وجود فتحة منقورة ضمن الجدار
الشمالي للحجرة عند نهايته الغربية على منسوب قريب
جداً من أرضية الحجرة التي نرجعها مؤقتاً للفترة
الحضارية الثالثة للمبنى (في الجانب الجنوبي). هذه
الفتحة يبدو عليها آثار تكلس أقرب تفسير لوجوده
أنه قد نتج بفعل سريان الماء الذي كان ينساب
للخارج ويجد له استقبالاً مباشراً في مجرى فسيح
بعض الشيء يوجه عملية الصرف نحو الغرفة. إن كون
هذه الغرفة قد استغلت أيضاً كمرحاض لا يعد أمراً
مستبعداً، والأقرب احتمالاً أن عملية قضاء الحاجة
كانت تتم بالقرب من فتحة الاستقبال مباشرة فوق
المجرى الفسيح المشار إليه آنفاً مع تصور وجود
تشكيل خشبي يوفر الستر والأمان . جدير بالتذكير أن
الأستاذ صالح العقاب استطاع التعرف على بعض
البقايا العضوية التي عثر عليها بالداخل وفسرت على
أنها روث متحجر
coprolite.
أمدتنا ردميات الغرفة بكم متنوع من اللقى
الأثرية، تشكل غالبيتها من بقايا العظام الحيوانية
وكسر الفخار الخشن والنذر اليسير من النوع الرفيع
وعدد مصباحين إضافة إلى سبع قطع عملة معظمها في
حالة سيئة، وعلى كل، فقد دعمت هذه اللقى بعضها
البعض وجاءت منسجمة في تواترها الطبقي مقترحة فترة
زمنية تنحصر ما بين بداية القرن السابع الميلادي
حتى منتصفه، مع الوضع في الاعتبار احتمالية إرجاعه
إلى فترة زمنية أقدم وذلك في حالة افتراض التنظيف
الدوري لهذه الغرفة حتى الأرض الصخرية، ولا ننس
أيضاً أن بداية الفترة الثالثة في الحجرة
I
بناء على ما اقترحته اللقي التي وجدت ضمنها نجدها
تشير إلى نهاية القرن السابع وهنا لا يساورنا أدنى
شك أنها قد عاصرت الفترات المبكرة من الفتح
الإسلامي.
كما أشير أعلاه فقد كانت كمية البقايا
العظمية ملفتة للانتباه إضافة إلى غنى الردميات
الواضح بالمواد العضوية المتفحمة ويعد هذا تميزاً
فريداً من نوعه قلما يواجهه المنقب في المواقع
الأثرية، إذ أن ظواهر مغلقة كهذه تحتوي على
معلومات غاية في الأهمية عن النواحي السلوكية
للإنسان والظروف الاقتصادية والبيئية التي عايشها.
على سبيل المثال استطعنا من خلال مرور عاجل على
البقايا العظمية أن نتبين المصدر الأساسي للغذاء،
حيث أتت الطيور الداجنة وبيضها في المقام الأول مع
ملاحظة وجود بعض الطيور البرية كالحجل، ثم تلي ذلك
الماعز/الضأن والبقر بنحو ضئيل. ضمن قائمة الغذاء
أيضاً وجد الزيتون وبعض الفواكه كالتين والعنب.
أثناء إعادة ردم الغرفة بردميات مغربلة لحمايتها
من الانهيار تم الإبقاء على ربع التوضعات معزولة
بغطاء بلاستيكي دون أن تمس، وذلك لإتاحة فرصة
إعادة دراسته بيئياً من قبل الأجيال القادمة،
واضعين في الاعتبار تطور منهجية هذا العلم. ومما
لا شك أن عملية طفو العينات البيئية الـتي استخلصت
حالياً من توضعات الغرفة ستلحق بالقائمة المزيد من
أصناف وأنوع الحبوب والفواكه وستلـقي المـزيد من
الـضوء عـلى التاريخ الاقـتصادي للـمدينة إبـان
العصر البيزنطي.
البئر (137): (شكل 4)
تتكون فتحة البئر الدائرية من إطارين خارجي يبلغ قطره 1.50 متر
وآخر داخلي قطره 0.60 متر. تم تنظيف البئر بواقع
متر لكل شريحة تمنح أحرف لاتينية تسلسلية للرقم
الرئيس للردميات (190)، هذا أسفرت أعمال التنقيب
عن التالي:
- العمق الكلي للبئر بلغ 6.10 متر.
- الجزء العلوي بدءاً من الفتحة مبني بحجارة
رملية وجيرية يبلغ ارتفاعه 2.30 متر، بعدها
مباشرة الأرض الصخرية التي يبدأ فيها
النقر بشكل غير منتظم بعمق نحو 3.90 متر.
- يوجد بجدار البئر أربع كوات للهبوط والصعود
تتوزع بشكل غير منتظم شرقاً وغرباً وجنوباً.
- منسوب الماء ظهر تقريباً على عمق 5.90 متر
(ماء عسر).
- قطر الفتحة 0.60 متر ثم يبدأ تدريجياً في
الاتساع ليصل إلى 1.50 متر عند بداية عملية النقر،
وبالقرب من منسوب الماء على عمق 5.00 متر تقريباً
يقل الاتساع ليصبح 1.20 متر.
فيما يخص الردميات فقد غلب عليها الحجارة
الرملية والجيرية العديد منها مشذبة الواجهات
وبعضها مصقولة الجوانب، ويتخلل هذه الأنقاض تربة
طينية مفككة، وحقيقة يصعب التكهن ما إذا جاءت هذه
الردميات فجاءة وشكل تخريب متعمد أم أن البئر في
فترة ما قد أصبح خارج الاستعمال مما دعا إلى ضرورة
ردمه، ونحن بدورنا في غـياب أية دلائل لوجود آثار
عبث أو حرق أو تدمير نميل إلى ترجيح كفة الرأي
الثاني،ورغم
كون الردميات فقيرة جداً وتخلو من أية لقى تفيد في
عملية التأريخ، فإنه اعتماداً على انسجام بعض
مناسيب الشواهد الأثرية المجاورة للبئر مثل أرضية
المجازين الجنوبي والغربي (194)، يمكننا نسب البئر
إلى الفترة الحضارية الثانية، خاصة إذا وضعنا في
الاعتبار التشكيل (181) الواقع مباشرة إلى الشرق
بمنسوب أعلى وميل ملحوظ نحو البئر آثار حرق توحي
استخدام لا يتلاءم مع الحرص والعناية الواجب
توافرها لحماية مصدراً لأهم أسباب الحياة.
شكل 4: البئر (136) قبل البدء في
عملية التنقيب. نحو الشرق. (م8-ل0). الشاخص 0.50
متر.
المجرى (187): (شكل 5)
كان واضحاً من البداية أن المجرى يخترق الجدار (186) الذي يمثل
الجانب الغربي للفناء الشرقي ويـمتد بشكل مقوس بعض
الشيء نحو الغرب. باستمرار أعمال التنقيب تبين أنه
أيضاً يخترق الجدارين (29) و (144) وبالتالي يشكل
حلقة وصل تزامنيه مع الفناءين الأوسط والغربي.
الجدير بالملاحظة أن اختراق المجرى للجدران
الثلاثة يوحي أنه أصلي وغير لاحق بدليل انتظام
جوانب المجرى مما يشير إلى وضع منفذ هذه الجدران
في اعتباره مرور المجرى خلالها، إضافة إلى
الاهتمام بتبليطه على نفس نسق ومنوال المجرى عند
عبوره الفناءين الأوسط والغربي. المجرى منفذ
بحجارة رملية وجيرية مشذبة من الواجهة الداخلية
متتالية في صف واحــد أفقي مع وجود تبليط من نفس
الحجارة في الأرضية، ويبلغ
أقصى اتساع له 0.24 م
شكل 5: المجرى (187). نحو الشرق. (أ س1- ل20).
الشاخص 1 متر.
وبعمق يتراوح ما بين 0.12 متر عند
نهايتيه الشرقية والغربية إلى 0.22 متر عند منتصفه
تقريباً. مـن المـرجح أن المجرى كان مستخدماً
لتصريف مياه الأمطار وربما أيضاً ما ينجم من
الاستخدام اليومي وانخفاض المجرى في الفناء الغربي
–من وجهة نظري- يعد عملية اصطياد للطمي والفضلات
لتجنب سدّ الفتحة الأخيرة في الجدار (144)، مع
الاهتمام بالمظهر العام خارج المبنى. في حقيقة
الأمر تم إجراء بعض أعمال التقصي مباشرة خلف
الجدار (144) من الخارج اتضح إثرها انقطاع المجرى
بالإضافة إلى عدم وجود أية بقايا عضوية أو مخلفات
أخرى. فيما يخص الوجهة النهائية لعملية التصريف
تظل مسألة غير محسومة وهـناك تأكيد على غياب أية
صلة بالإطار شبه الدائري (136) بدليل وجود الفتحة
عبر الجدار (144) ومن ناحية أخرى فإن أعمال
التنقيب على طول الجدار نفسه من الداخل والخارج في
الجزء المحصور بين الإطار والمجرى لم تسفر في
الكشف عن أي دليل ربط بينهما، لذا على الأرجح أن
الصرف باعتباره لمياه غير آسنة لا ضير في التخلص
منه (خارج المبنى؟) ضمن مكان يخلو من أية تراكيب
معمارية على نحو ما أكدته أعمال التقصي التي
أجـريت عـلى امـتداد الواجهـة الخارجية للجدار
(145) وخلف النهاية الجنوبية للجـدار (146).
الموقد 179: (شكل 6)
يقع هذا التركيب داخل الحجرة
XV ملاصقاً للجانب الشرقي منها، وأول ما يسترعي الانتباه وجود
كمية كبيرة من قوالب الطوب الحراري ضمن والردميات
ما اعتبر دلالة شبه مؤكدة على أنه كان يوجد نشاط
له صلة بعملية حرق ربما لغرض صناعي أو منزلي متعدد
كالطهي
والتدفئة.
شكل 6: الموقد (179). نحو الشرق. (أ س1-ل1).
الشاخص 1 متر.
يأخذ التركيب شكلاً يشبه حدوة الحصان بعرض
يتراوح ما بين 0.50 متر إلى 0.60 متر واتساع الفتح
حوالي 0.30 متر في حين بلغ أقصى ارتفاع لجداره
0.40 متر. يـقع التركيب
ضمن إطار من ثلاثة جدران يمثل النصف الشمالي
للجدار (169) الفاصل بين الحجرة
XIV
والحجرة
XV دعماً أصلياً من ناحية الشرق في حين أضيف جدارين سميكين
وقصيرين على الناحيتين الشمالية والجنوبية أدخل
ضمن مواد بنائهما على التوالي جزء من قاعدة عمود
وجزء من حافة زير
dolia. داخل هذا التدعيم على مستوى سطح الأرض وفوق فرشة بسيطة من
الحجارة متوسطة الحجم تقوم قوالب الطوب التي أتبع
في تصفيفها أسلوب التطنيف، بحيث يكون التركيب متسع
من أسفل ثم يأخذ في الضيق تدريجياً نحو الأعلى
لتلتقي القوالب في النهاية مشكلة سقفاً شبه مقبي،
ومع أن السقف منهار إلا أن قوالب الطوب والمونة
الجيرية المستخدمة في عملية الربط والتثبيت التي
وجدت بالداخل تعزز هذا القول، كما أن ما تبقى من
قطاع الفتحة نفسها يعطي انطباعاً للشكل المقبي.
غلب على الردميات في الداخل التربة الطينية
المتماسكة بعض الشيء محتوية على القليل من القواقع
البرية مع خلوها من أية لقى أثرية مما يؤدي بنا
إلى إضفاء الصفة الطبيعية لهذه الردميات نتيجة هجر
وانقطاع. على عمق بلغ 0.40 متر أخذت التربة في
النعومة والهشاشة والميل إلى اللون الرمادي الناتج
عن عملية حرق فسرت على أنها ترجع لفترة استخدام.
لا شك أن هذا التركيب كان موقداً للطهي وذلك من
خلال ما عثر على مستوى أرضيته من كسر فخارية كانت
معظمها أبدان لقدور الطهي ( القدور متميزة
بالمقابض الأفقية التي تحمل أثر أصابع اليد وتنسب
للفترة الرومانية المـتأخرة/الإسلامية المبكرة).
يـجدر بالإشـارة أن اسـتخدام هذا الموقد في
التدفئة أمراً غير مستبعد.
ألقت أيضاً أعمال التنقيب المزيد من الضوء
على المخطط العام للمبنى بالأخص عند ركنه الغربي
فقد أفضت أعمال التنقيب الكشف عن ممر منكسر خلف
الحجرة
XV من الناحية الغربية والجنوبية، وكناحية تنظيمية أطلق عليهما
المجازين الغربي والجنوبي. بلغ عرض المجاز الغربي
1.30 متر، محاط على الجانبين بالجدارين (146) و
(173) وتتكون أرضيته (194) من تربة طينية بها نسبة
عالية من الحجارة الصغيرة. من الواضح أن هذا
المجاز كان طرفه الشمالي ينتهي بمدخل، وقد استدل
على ذلك من خلال القفل (225) وبجواره كعب باب وجد
ملاصقاً للنهاية الشمالية للجدار (146) من الداخل.
رغبة في معرفة امتداد الأرضية (194) ناحية الشمال،
تم إجراء بعض التقصي مباشرة خلف القفل (225)، نتج
عنه وجود الأرضية والتأكيد على القفل اللاحق،
وبالنزول عمقاً بعض الشيء لكشف عن بقايا جدار من
الآجر (228) منحرف إلى حد ما عن الجدار الشمالي
للحجرة
XV
. باق من الجدار خمسة صفوف بارتفاع كلي بلغ أقصاه
0.33 متر أما طوله فلم يتجاوز 0.53 متر. من الجلي
أن هذا الجدار ينتمي إلى فترة أقدم ويبدو أثناء
فترة البناء اللاحق لم يدخر أي وسع في الاستفادة
من بقايا هذا الجدار في تدعيم الركن الغربي للحجرة
XV.
على ضوء معطيات بقايا الجدار نفسه يصعب التعليق
حول ماهيته الأصلية، والخوض في هذه المسألة يتطلب
التوسع في أعمال التنقيب والبحث عن المزيد من
الشواهد المادية لتكوّن مجتمعه صورة أوضح عن نوعية
النشاط الذي كان يمارس، وحيث أن طبيعة العمل تحتم
التعامل مع كل فترة حضارية على حده سيكون هذا
الموضوع مجال بحث مستقبلي.
عملية المعالجة:
استمـرت عملية المعالجة بنفس نسق الموسم الماضي مع
زيادة رفع نسبة تركيز العمل وذلك في الأمـور
التاليـة:
-
إعادة مراجعة نماذج تسجيل المحتويات، وتفريغ
التوضعات في نموذج تسجيل التعاقب الطبقي.
-
فتح سجلات جديدة لتثبيت أرقام المحتويات
وقوائم العينات البيئية.
-
تسجيل اللقى الصغيرة والمتميزة وعالجتها مع
التركيز على العملة في وضع تسلسل زمني لها وربطه
بالتعاقب الطبقي للموقع مع تدعيم ذلك بما ستقدمه
معلومات المصابيح والفخار الرفيع.
المشرفون علي الحفرية والأعمال المنوطة بهم:
-
أ.أحمد مصطفى أبوزيان:
الإشراف العام علي الحفرية وتدريب الطلبة على
أعمال المساحة والرسم.
- د. فؤاد حمدي بن طاهر:
مراجعة نماذج تسجيل المحتويات وتفريغ بيانات
التوضعات في نماذج التعاقب الطبقي مع وضع تسلسل
زمني لها وربطه بالتعاقب الطبقي للموقع مع التنسيق
في ذلك مع الأستاذ خالد الهدار وما سيقدمه من
معلومات حـول المصابيح والفخار الرفيع. الإشـراف
على تصنيف وتسجيل اللقى الصغيرة والمميزة وتنظيف
العملة.
- أ . خالد محمد الهدار:
متابعة اللقى الواردة من موقع الحفريات
ومراحل معالجتها. التنسيق مع د. فؤاد بن طاهر بشأن
وضع التسلسل الزمني وربطه بالتعاقب الطبقي للمبنى
RB.
- أ. صالح رجب العقاب:
الإشراف على العمل الميداني مع متابعة معالجة
العينات البيئية ومراجعة كافة المعلومات الخاصة
بها.
التعاون مع د. فؤاد بن طاهر على النحو الموضح
أعلاه.
- أ. أحمد سعد الدرسي:
الإشراف الإداري والمالي.
- أ. الحسن محمد ميكائيل:
المساعدة في الإشراف على العمل الميداني ومتابعة
تسليم اللقى للمعالجة وتسليم واستلام أدوات
التنقيب
شكر وتقدير
يطيب للأخوة مشرفي الحفرية في ختام هذا التقرير
التقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع الأخوة
بمراقبة آثار بنغازي ومكتبها بمنطقة آثار العقورية
على ما أبـدوه مـن تجاوب وتعاون في إقـامة
الحفريات. نـدين بالكثير للأستاذ محمد عطية الله
الشلماني مندوب المراقبة على حسن تعاونه وتفهمه
ومعاضدته لبرنامج العمل. شكر للأستاذ فتحي الساحلي
مدير مكتب آثار العقورية والمسؤول الإداري الأخ
صالح علي لما أبدياه من تعاون وتجاوب. خالص
التقدير لكل العامـلين بالـمكتب على كياسـتهم
وعونـهم الدائم. وافـر الامـتنان للأخ الأستاذ
عبدالله الرحيبي أمين القسم على ما بذله من جهود
أسهمت في إقامة موسم الحفريات. أسمى التقدير
والاحترام للعمين الفاضلين محمد خير ومعمر غومة
لما بذلاه من جهد في أعمال الإعاشة.
تسجيل لأهم اللقى الأثرية (توكرة 2000)
أولاً: اللقى الصغيرة والمتميزة
ت |
الــوصـــف |
رقم التصنيف |
مـــلاحـظـات |
1 |
ثمان قطع عملة برونزية |
104-111 |
معظمها بحالة جيدة. |
2 |
مرودان كاملين |
141-153 |
|
3 |
تمثال صغير من
التيراكوتا |
163 |
امرأة يعلو رأسها تاج. |
ثانياً: بعض عينات اللقى الفخارية
أ- الفخار المصقول:
ت |
الــوصـــف |
الرقم |
الـمـحـتـوى |
1 |
جزء من حافة سلطانية |
ص 1 |
RB 221 |
2 |
مقبض مصقول بطلاء أسود |
ص 2 |
RB 221 |
3 |
جزء من قاعدة كوب |
ص 2 |
RB 219 |
4 |
كسرة عليها زخرفة خطوط
ونقاط |
ص 4 |
RB 217 |
5 |
جزء من كوب قرابين |
ص 1 |
RB 199 |
6 |
كوب علية زخرفة بارزة |
ص 3 |
RB 199 |
7 |
جزء من طبق من الفخار
الروماني الأحمر |
ص 1 |
RB 196 |
8 |
جزء من طبق من الفخار
الروماني الأحمر |
ص 1 |
RB
195 F205 |
9 |
كسرة من فخار الصقل
الأسود الإغريقي |
ص 1 |
RB 195
F206 |
10 |
كسرة من الفخار الأسود
المبكر |
ص 1 |
RB 193 |
11 |
كسرة لطبق من الفخار
الأفريقي الأحمر |
ص 1-2 |
RB 135G |
12 |
كسرة من الفخار
الأتيكي ذو الصورة السوداء |
ص 5 |
RB 135G |
13
|
قاعدة من الفخار
الروماني عليها زخرفة |
ص 8 |
RB 135G |
14 |
جزء من قاعدة إناء من
فخار الصقل الأسود |
ص 1 |
RB 135F |
15 |
كسرة من فخار الصقل
الروماني بزخارف مختومة |
ص4
|
RB 135B |
ب- المصابيح:
ت |
الــوصـــف |
الرقم |
الـمـحـتـوى |
1 |
جزء من قاعدة عليها زخارف بارزة
(كمثري) |
م
1 |
F
220 RB 217 |
2 |
مقبض مفتوح |
م
1 |
RB
196 205 F |
3 |
جزء من قرص (كمثري) |
م
1 |
RB
195205F |
4 |
جزء من قرص (كمثري) |
م
2 |
RB
137 |
5 |
شبه مكتمل ينقصه جزء من الأنف (كمثري) |
م
1 |
RB 135D |
6 |
جزء من قرص لمصباح مقولب |
م
1 |
RB 135B |
7 |
شبه مكتمل عدا جزء من الأنف (كمثري) |
م
2 |
RB
135A |
ج- الفخار الخشن والأمفورات:
يلاحظ على هذا النوع من اللقى الأثرية أنها
يغلب عليها الكسر، فلا تظهر أي آنية كاملة أو شبه
كاملة، وقد تنوعت أشكال الكسر هذه منها المقابض
وكانت هي الأغلبية وأغلبها كانت لجرار كبيرة
الحجم، يلاحظ على المقابض أنه لا يوجد بينـها ما
هو مـتميز وربما البعض منها ما هو مستورد.
أما الحواف فهي ترجع إلى أوان مختلفة، منها
لأواني طبخ، وحواف لسلطانيات متنوعة وكبيرة الحجم،
وهناك حواف لأوان طبخ ربما ترجع إلى أواسط العصر
الروماني وغيرها.
ويوجد مجموعة منتقاة لكسر أبدان ربما ترجع
لأمفورات رومانية متأخرة. يلاحظ أيضاً وجود أجزاء
من ويلفت الانتباه أيضا أجزاء من وزنات النول
loom weights.
أما القواعد فهي متنوعة من بينها قواعد مستوية
وأخرى مقولبة لأوان مختلفة. ربما المستوية منها
تمثل أباريق تعود إلى الفترة الرومانية المتأخرة.
توكرة 2000
برنامـج العمـل اليـومي
الـبيـان |
من الساعة |
إلى الساعة |
مـلاحـظـات |
الإفطار |
8,00 |
8,45 |
|
فترة العمل الأولى |
9,00 |
11,00 |
|
استراحة |
11,00 |
11,15 |
|
فترة العمل الثانية |
11,15 |
13,15 |
|
تناول الغداء |
13,15 |
14,00 |
|
فترة العمل الثالثة |
14,00 |
15,30 |
|
استراحة |
15,30 |
17,00 |
غسل الفخار
تقوم به مجموعة المعالجة. |
أعمال مكملة وتدريب حول الرسم والتصوير
والمساحة. |
17,00 |
18,00 |
|
استراحة |
18,00 |
19,00 |
|
عـشاء |
19,00 |
19,45 |
|
جلسة نقاش |
20,00 |
- |
|
- يكلف الطلبة بأية أمور أخرى تتعلق بالحفريات.
- على الجميع التقيد بالمواعيد المحددة أعلاه
والحفاظ على نظافة المقر وموقع الحفريات.
- عدم الخروج من مقر الإقامة أوقات الراحة إلا
بإذن من مشرفي الحفرية.
- الالتزام بالزي الجامعي في كل الأوقات.
- التقيد بالهدوء وعدم السهر.
أ.
أحمد مصطفى بوزيان
المشرف العام للحفريات
إلى
الأعلى
[رجوع] |