الصفحة الرئيسيةالقسم في سطورأعضاء هيئة التدريسالدراسة الجامعيةالدراسات العلياخريجوا القسمنشاطات القسمحفريات القسمالرحلات العلميةمكتبة القسممعمل القسمذاكرة القسممعرض الآثار الليبيةأخبار القسممواقع مفيدة

 

 

 

تنعي جامعة قاريونس وفاة د. ابراهيم نصحي قاسم ،  أمين الجمعية التاريخية المصرية الذي وافه الاجل المحتوم في المدة القريبة الماضية ، وقد كان رحمه الله  احد اعضاء هيأة التدريس البارزين  بقسم التاريخ بكلية الاداب خلال السنوات الاولى من تأسيسه حوالي  عام 1961  ثم عاد للتدريس بذات القسم في اوائل السبيعنيات من القرن الماضي ، ومما يجدر ذكره ان د. نصحي كان احد اساطين التاريخ الكلاسيكي القديم في الوطن العربي فهو من اوائل المتخصصين في هذا المجال ، على الرغم من ان تخصصه الدقيق كان في مجال الدراسات الاثرية الكلاسيكية اذ كانت رسالة الدكتوراه التي ناقشها في بريطانيا عام 1933 في مجال الاثار الهللنيستية و بعنوان " فنون مصر البطلمية " و قد نشرت في لندن عام 1937 ، وعلى الرغم من ذلك فان اهتماماته قد تركزت فيما بعد على التاريخ القديم لا سيما على التاريخ البطلمي في مصر ، حيث اهتم بتدريسه  منذ عام 1934 في جامعة فؤاد الاول (جامعة القاهرة حاليا) ، و قد تمخض اهتمامه بهذا المجال على تأليف كتابه العتيد تاريخ مصر في عصر البطالمة ما بين 1941-1946 باجزائه الاربعة الذي اعيد طبعه مرات عديدة ، وسيعاد طبعه مرات اخرى لاهميته القصوى لتاريخ البطالمة ليس في مصر وحدها و لكن في ليبيا ايضا ، وكان هذا الكتاب خير معين لدارسي هذه الفترة التاريخية ، فانكب الطلاب على دراسته وكثير من الاساتذة على تلخيصه و النهل منه عند كتابتهم عن تاريخ مصر في عصر البطالمة . وبعد هذا الكتاب الجامع بطبعاته المتنوعة و المزيدة والمنقحة ، استراح د. نصحي من التأليف و ركن الى الترجمة فها هو يعود به الحنين الى الاثار فيترجم كتاب لويس ممفورد " المدينة عبر العصور ، اصلها و تطورها و مستقبلها " الذي نشر في جزأين عام 1964 ، ثم يتلوه بكتاب آخر عن مدينة انطاكية القديمة لمؤلفه جلانفيل داوني الذي صدر في عام 1967 ، ويبدو انه قد ترجم الكتابين عندما كان في بنغازي يدرس بقسم التاريخ بها ورئيسا للقسم ذاته ، و اثناء اقامتته تلك شارك في المؤتمر التاريخي الاول (ليبيا في التاريخ) الذي اقامته الجامعة الليبية ما بين 16-23/ 3 / 1968 ، ببحث قيم باللغة الانجليزية عن اركيسلاوس الثالث فند فيه بعض الاراء التي ذكرت عن الحملة الفارسية على اقليم كيرينايكي (قورينائية) ، وهذا يعد باكورة اهتمامه بالتاريخ الليبي القديم في العصر الاغريقي ، عززه بكتاب آخر نشرته الجامعة الليبية عن تأسيس المدن الاغريقية في كيرينايكي الموسوم بـ" انشاء قوريني و شيقيقاتها " الذي صدر عام 1970 ، و اعقبه بكتاب آخر عن تاريخ الرومان صدر في جزأين عن منشورات الجامعة الليبية اولهما عام 1971 و ثانيهما عام 1973 ، والذي تتبع فيه بشكل مفصل تاريخ الرومان منذ اقدم العصور حتى عام 44 ق.م.، وبهذه الاصدارات يكون د. نصحي قد اغنى المكتبة التاريخية العربية باصدارات جد مهمة في التاريخ القديم او التاريخ الكلاسيكي الذي كان حكرا على الكتاب الاجانب بلغات متعددة ، ومن ثم فان د. نصحي وضع اساسا متينا لدراسات التاريخ القديم في المكتبة العربية .

و قد مكث رحمه الله ردحا من الزمن في احضان قسم التاريخ بالجامعة الليبية رئيسا لهذا القسم و استاذا للتاريخ القديم به و بقسم الاثار عند افتتاحه ، ويشهد لهذا الاستاذ القدير بغزارة المعلومات وجزالة الاسلوب وقوة اللغة ، وتعدد اللغات الاجنبية التي يتقنها ، وتبحره في التاريخ القديم بابوابه المتعددة افاد الطلاب الذين تتلمذوا على يديه في الجامعة الليبية و جامعة القاهرة و جامعة عين شمس ، وقد رشحته الجامعة الاخيرة عدة مرات لجائزة الدولة التقديرية ، يرحم الله د. نصحي و يجزيه عما قدم من علم خير الجزاء انه السميع العليم .

 

أ. خالد محمد الهدار

قسم الآثار       

 

 

[رجوع]