الصفحة الرئيسيةالقسم في سطورأعضاء هيئة التدريسالدراسة الجامعيةالدراسات العلياخريجوا القسمنشاطات القسمحفريات القسمالرحلات العلميةمكتبة القسممعمل القسمذاكرة القسممعرض الآثار الليبيةأخبار القسممواقع مفيدة

 

 

 

تتمتع ليبيا – مثلها في ذلك مثل بقية أقطار الوطن العربي- بموقع متميز تتوفر فيه كل الخصائص الأساسية لاستقرار الإنسان ونتج عن ذلك ازدهار حضاري متواصل منذ أقدم العصور خلف آثاراً متعددة تزخر بها كل أقطار الوطن العربي ففي ليبيا توجد أكثر من خمس عشرة مدينة لايزال أغلب أجزائها مطمور  تحت الردميات ناهيك عن بقايا المباني والرسوم والنقوش الصخرية والآثار المنقولة الموزعة في كل أطراف البلاد ، وقد كانت مصلحة الآثار تدار بواسطة أثريين أجانب ثم ليبيين تتلمذوا على أيديهم و لم يتلقوا تعليم عالٍ في هذا التخصص أو درس بعضهم خارج الوطن  ، وفي خضم التطورات السريعة التي شهدتها مصلحة الآثار والكشف الأثري في ليبيا  وتطور التعليم العالي في الجامعة الليبية فقد ظهرت الحاجة الماسة لتدريس هذا العلم (علم الآثار ) في ليبيا لتأهيل الليبيين في هذا التخصص ليقع على كاهلهم قيادة والإشراف على مصلحة الآثار .وقد حانت الفرصة عندما أوصى المؤتمر العلمي الذي عقد في كلية الأداب في بنغازي في المدة بين 16-23 مارس 1968م حول ((ليبيا في التاريخ)) بإنشاء قسم يختص بتدريس علم الآثار في كلية الأداب ، وقد بذلت الكثير من الجهود لإنشاء القسم لعل أشهرها حرص المرحوم عوض السعداوية رئيس مصلحة الآثار آنذاك الذي خاطب الجامعة من اجل إنشاء القسم ووجد الاستجابة  من قبل أساتذة عرب ليبين وأشقاء  عرب آخرين في الجامعة لتحقيق ذلك ، وقد تحقق إنشاء القسم بالفعل خلال العام الدراسي 1970-1971 بجهود د. منصور الكيخيا عميد كلية الآداب آنذاك ، اضافة الى مجموعة من المختصين في مجال الاثار استعين بهم في هذا الشأن ، وكان الهدف من انشاء هذا القسم تزويد المجتمع و مده بالمتخصصين في مجال الآثار ، ويعد هذا القسم الأول من نوعه في ليبيا. وكان نظام الدراسة لمدة ثلاث سنوات تخصصية بعد أن يجتاز الطالب السنة التمهيدية ، وقد ركز القسم دراسته في السنوات الأولى من إنشائه على الآثار الكلاسيكية ثم طور فيما بعد ليكون قسم عام يدرس علم الآثار بصورة عامة ثم يكون التخصص في الدراسات العليا.

 

الدفعة الأولى قسم الآثار - الخميس 21 يناير 1971 - توكرة

 

        ومما تجد الإشارة إليه انه خطط له من البداية من قبل أساتذة متخصصين عرب و أجانب ووضعت مواده التي اصطبغت بطابع كلاسيكي وفقا للأساتذة المتوفرين آنذاك ونذكر منهم د. فوزي الفخراني ، د. عبدالله المسلمي ، د. احمد غزال ، د. توفيق سليمان (يرحمهم الله)،  وقد تخرجت الدفعة الأولى من القسم عام 1973 بعد إن اجتازوا المواد النظرية المختلفة ، واجروا حفريات تدريبية بمدينة توكرة الأثرية في ابريل 1971 تطبيقا للجانب العملي من علم الآثار أي التدرب على الحفريات والكشف عن البقايا و المعالم الأثرية ، كما اطلعوا على المناطق الأثرية في ليبيا لاسيما آثار المنطقة الشرقية ، كما قامت الجامعة بإعداد رحلة إلى آثار اليونان وايطاليا في صيف  عام 1972 حتى يشاهد الطلاب عن كثب ما درسوه نظريا .وتلك الأسس التي وضعت عند تأسيس القسم مازالت هي الأسس و القواعد التي لايزال القسم يسير عليها حتى الأن .

 

لقاء مع د. الفخراني حول إنشاء القسم.

(مجلة قورينا العدد 2-3 1971/1972)

 (575 كيلو بايت)

 

 و قد قام بالتدريس في القسم منذ إنشائه وحتى هذه الأونه أساتذة من أقطار عربية مثل مصر وسوريا والعراق وفلسطين والسودان ومن شعوب صديقة مثل الشعب الفرنسي زيادة على أساتذة عرب ليبين منهم من تلقى تعليمه الأول في قسم الآثار  بجامعة الإسكندرية ، ومنهم من تخرج في قسم الاثار جامعة قاريونس وتأهلوا في جامعات اجنبية .

 

يُدرس القسم في سنواته الاربعة مواد تخص آثار ماقبل التاريخ وأثار الحضارات العربية القديمة والآثار اليونانية والرومانية والبيزنطية وأساليب التنقيب عن الآثار واللغات القديمة ثم أضيفت مواد العمارة والفنون الإسلامية والرسم الهندسي والصيانة والترميم وأصبحت الدراسة بذلك تغطي الدراسات الاثرية بصورة عامة.

 

 

وقد أولى القسم الجانب العملي أهمية بالغة باعتباره مكملاً للجانب النظري وفي هذا الخصوص يشرف القسم سنوياً على القيام برحلات علمية إلى المتاحف والمواقع الأثرية الموجودة داخل الجماهيرية وخارجها كذلك يتولى القسم تعليم الطلبة الأساليب العلمية للتنقيب عن الاثار عملياً في الموقع الأثري المخصص للقسم في منطقة (توكرة الأثرية) منذ سنة 1971 وإذا استدعت المصلحة العامة التنقيب في مكان آخر فإن ذلك يتم بالتنسيق مع مصلحة الآثار كما حدث في أجدابيا عام 1981 وفي موقع يوسبريدس الأثري في بنغازي في منتصف التعينيات .

 

ويوجد بالقسم مختبر لصيانة وترميم مختلف اللقى الأثرية ، وقد زود القسم بمكتبة متخصصة في  مجال الدراسات الاثرية و التاريخية  خصص لها مكان خاص بجانب المختبر ، إضافة إلى قاعة خاصة بالوسائل السمعية والبصرية اطلق عليها اسم الشهيد عوض السعداوية ، جهزت عام 2003 داخل مختبر القسم .

ويقوم أساتذة وفنيو القسم بالتعاون-بطبيعة الحال- مع مصلحة الآثار والبعثات  الأجنبية في المشاركة بالحفريات الأثرية التي تجري داخل الجماهيرية بين الفينة والفينة.

كذلك شرع القسم منذ عدة سنوات في تبني برنامج الدراسة العليا في كل التخصصات التي تدرس في القسم ، وتخرج في هذا الرنامج عدد مناسب من الطلاب في درجة التخصص العالي (الماجستير ) و طالب واحد في التخصص الدقيق (الدكتوراة ) .

كما تخرج في القسم اعداد كبيرة من الطلاب (حملة ليسانس) بلغ عددهم حتى العام الجامعي 2005-2006 عدد 630 خريجا ، ويدير بعض هولاء الخريجين مختلف مرافق مصلحة الآثار ومراقباتها ومكاتبها المختلفة ويقوم بعضهم بالتدريس في جامعات الجماهيرية الأخرى.

ومما يجدر ذكره ان القسم منذ إنشائه عام 1970 كان قسما مستقلا تابعا لكلية الاداب و التربية ، وفي العام الدراسي 1980- 1981  ضم القسم الى قسم التاريخ الذي اصبح يسمى قسم الدراسات التاريخية والاثرية ، و ظل القسم هكذا حتى العام 1991 حيث انفصل عن قسم التاريخ ، واصبح قسما منفصلا حتى الوقت الحاضر (2005) ، وقد ترأس ادارة القسم مجموعة من اعضاء هيأة التدريس عرب و ليبيين منهم د. فوزي الفخراني ، د. أحمد الغزال ، د. سليم عبدالحق ، قبل انضمام القسم الى قسم التاريخ ، وبعد انفصاله عن قسم التاريخ تولى ادارته او امانته كل من : د. محمد المبروك الدويب (1991-1998) أ. عبدالله الرحيبي (1998- 2002) ، أ. خالد محمد الهدار (2002 - 2006) ، ويديره حاليا د. فؤاد ابوالنجا. كما كان يعمل بالقسم مجموعة من الموظفين : في امانة القسم  (أ. منى خليفة بالخير) التي تولت مهام منسقة القسم منذ عام 1991 - 2007 وفي المختبر (أ. احمد سعد ميلود ) الذي يعد عضوا فعالا في حفريات القسم  ، اضافة الى  أ. المبروك محمد العماري ، الذي يعد فنانا موهوبا في الرسم و قد شارك في الكثير من المعارض التي يجريها القسم ، كما زين جدران القسم بالكثير من اللوحات الجدارية ، و كان في المكتبة (أ. صالح القطعاني و أ. نجاة حمودة ) التي حاليا نقلت محتوياتها الى مكتبة الكلية.

 

 

اعداد : أ. عبدالله الرحيبي  أ. خالد محمد الهدار

 

إلى الأعلى